} نفت مصادر قريبة الى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ان تكون لديه رغبة في تأسيس حزب سياسي جديد يكون بديلاً عن قوى الائتلاف الحكومي التي أعلنت تأييدها له منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان ابريل 1999، في غضون ذلك دعت "جبهة التحرير الوطني" الى التحضير "السياسي والقانوني" للانتخابات المقبلة. قال الأمين العام لهيئة التنسيق الوطنية لجمعيات مساندة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة السيد عمار سعداني خلال تجمع شعبي في مدينة وهران 450 كلم غرب الجزائر العاصمة: "ليس من مصلحة هيئة التنسيق ان تتحول الى حزب سياسي لأن المجتمع المدني يحظى للمرة الأولى بإطار منظم". وتعتبر الهيئة أهم تنظيم يضم مؤيدي الرئيس الجزائري. وأبدت أوساط الائتلاف الحكومي مخاوف جدية من ان يعمد رئيس الجمهورية الى تأسيس حزب سياسي تحسباً لانتخابات برلمانية ومحلية مسبقة قد يعلن عنها بوتفليقة خلال السنة لدعم مواقعه في هيئات الحكم. ودأب رؤساء الجزائر منذ وقف المسار الانتخابي مطلع 1992 الى تشكيل أحزاب سياسية تدعم توجههم ومجالس منتخبة تزكي سياستهم. ولوحظ ان عدداً من الشخصيات القريبة الى بوتفليقة بدأت منذ اسبوع حملة "تحسيس وتوعية" في اطار ما تعتبره "مخاطر تستهدف استقرار مؤسسات البلد". وتدعم هذه الشخصيات أحزاب مشاركة في الحكومة وصحف محلية. وخلافاً لتجمعات أحزاب الائتلاف الحكومي تحظى تجمعات لجان مساندة الرئيس بتغطية كبيرة من وسائل الاعلام الرسمية المسموعة والمرئية والمكتوبة. واعتبر نشطاء في لجان مساندة الرئيس تصريحات الاحزاب السياسية المشاركة في الحكومة والتي انتقدت سياسة بوتفليقة، مجرد "مناورات هدفها زعزعة الوطن ومؤسساته"، ودانوا "كل من يقف موقفاً سلبياً من هذه الحملة". ونقلت هذه الأوساط عن الرئيس بوتفليقة تأكيده بأن الوئام المدني يعد "مفتاح المشاكل التي يعاني منها الشعب لأنها تحرك روح السلام الذي من دونه لن يكون التطور ممكناً". ولاحظت ان "المرحلة الانتقالية حكم العسكر الذي بدأ مباشرة بعد إلغاء المسار الانتخابي قد ولت، وان الجزائر بحاجة الى انضمام كل العناصر الناشطة في المجتمع الى مسعى الوئام المدني وتجنيد الجميع وراء رئيس الجمهورية". وفي أول رد على تصريحات احزاب الائتلاف الحكومي قال الدكتور بوعلام بن حمودة الأمين العام لجبهة التحرير الوطني حزب الرئيس انه "يرفض شن بحملة لم يكن على علم بها". وشدد على ان "هناك قضايا وطنية مهمة تتطلب التشاور في شأنها بين مختلف الطبقات السياسية". ودعا كوادر الحزب، خلال تجمع عقده في مدينة قالمة 300 كلم شرق الى الاستعداد الى الانتخابات المقبلة "سياسياً وقانونياً لأنها ستعكس الإرادة الحقيقية للشعب".