دعا النائب المستقل رياض سيف "المواطنين السوريين وخصوصاً الشباب" الى الدخول معه في "حوار ديموقراطي" لتأسيس "حركة السلم الاجتماعي" لتكون اول حزب سياسي ليبرالي يؤسس في البلاد بمجرد صدور قانون للاحزاب في الشهر الجاري، كما هو متوقع. وكان مقرراً ان يعقد مساء امس الاربعاء اجتماع تأسيسي - علني في "منتدى الحوار الوطني" في منزل النائب سيف في جنوبدمشق، لاعلان "المبادئ الأولية" للحزب في حضور عشرات من المهتمين والصحافيين. وجاء في الوثيقة التي حصلت "الحياة" على نسخة منها ظهر امس اربعة محاور تتناول "السلم الاجتماعي بين الفئات العرقية والدينية" و"السلم الاجتماعي بين المواطنين ومؤسسات الدولة" و"السلم الاجتماعي في علاقات الحياة اليومية" و"تطور الحياة السياسية السورية". كما تضمنت الوثيقة التي تقع في ست صفحات ثلاثة مبادئ تناولت مفاهيم "المواطنة والانتماء الوطني" و"حقوق الانسان" و"المجتمع المدني". بذلك يكون النائب سيف استبق صدور قانون الاحزاب، علما ان نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام قال له في لقاء خاص عقد في ايلول سبتمبر الماضي ان قانون الاحزاب "سيصدر قريباً"، فيما توقع عضو في القيادة القطرية ل"البعث" الحاكم حصول ذلك في شباط فبراير الجاري. ووضع سيف الذي دخل البرلمان في العام 1990 "برنامجاً سياسياً" للحزب تضمن المطالبة ب"انتخاب سلطة تشريعية تمثل كل فئات المجتمع من خلال انتخابات حرة ... واستقلال السلطة القضائية، واعتبار حرية الرأي والتعبير والتظاهر والتنظيم والتجمع السلمي من المقدسات التي لا يجوز مسها او انتقاصها، والفصل بين السلطات الثلاث، وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ وجميع المحاكم الاستثنائية، وتشكيل جمعية تأسيسية تعمل على صياغة دستور جديد للبلاد، وانتخاب المجالس المحلية بالاقتراع الحر وانتخاب المحافظين بالاقتراع الحر والمباشر". وفي السياسة الخارجية، يقترح مشروع "مبادئ الحزب" الاستمرار في اعتبار الصراع العربي - الاسرائيلي "قضية مصيرية لسورية يجب ان يسخر لها كل ما هو ضروري من وسائل حتى نصل الى سلام عادل وشامل يضمن الحقوق السورية والعربية التي اقرتها الشرعية الدولية والامم المتحدة"، مع الاستمرار في تطوير العلاقات مع الدول العربية "الشقيقة التي تعتبر المجال الحيوي لسورية". كما تضمنت الوثيقة مبادئ اصلاحية في المجال الاقتصادي في مجال معالجة "تشوهات الرواتب" والضرائب والقطاع العام والنظام المصرفي والمالي. ولاحظ سيف ان نشوء الاحزاب السورية ارتبط ب"هيمنة فئات اجتماعية محددة" اعتبرتها نفسها ممثلة للمجتمع بدءا اعلان "الكتلة الوطنية" في دمشق "المبادئ الأساسية" في العام 1932 ووصولا الى "فترة صعود التيار القومي، بدرجة اقل، التي تميزت بظهور الكارزما الشخصية للزعيم على حساب المشاركة الشعبية في الحياة السياسية والاجتماعية". وكانت قيادة "البعث" سعت الى "تفعيل" العمل السياسي في اطار "الجبهة الوطنية التقدمية" التي تضم الاحزاب المرخصة منذ العام 1972، علماً أن الاحزاب الغيت بعد الوحدة السورية - المصرية العام 1958.