واشنطن - رويترز - قالت مجلة "نيوزويك" في موقعها على شبكة الانترنت ان ضباط الاستخبارات المركزية الاميركية "سي.اي.ايه" استجوبوا اسيراً أميركياً موالياً ل"طالبان" في قلعة في شمال افغانستان قبل تمرد دموي، وانهم قالوا له صراحة ان حياته رهن المعلومات التي سيقدمها اليهم. وقتل جوني "مايكل" سبان، أحد ضباط الاستخبارات المركزية الاميركية، في التمرد الذي وقع في قلعة جانغي قرب مزار الشريف حين استولى اسرى على اسلحة قوات "تحالف الشمال" التي اسرتهم. وقتل مئات من الاسرى الموالين ل"طالبان" حين قصفت الطائرات الاميركية القلعة واخمدت القوات المناوئة ل"طالبان" التمرد بعد ايام معدودة. ولم يتضح ما اذا كان ضباط الاستخبارات الاميركية كانوا على علم لدى استجواب جون ووكر 20 عاماً الذي نجا من المذابح التي شهدتها القلعة، بانه مواطن اميركي. وقال مسؤول اميركي ل"رويترز" طلب عدم كشف هويته: "ضباط الاستخبارات كانوا موجودين حين احضر عدد من الاسرى الى ساحة استجوبوا فيها ولاحظوا وجود عدد قليل من الناس يبدو انهم من اصل قوقازي بيض البشرة من بين مئات من الاسرى". وقالت "نيوزويك" ان الاستجواب جرى قبل وقت قصير من التمرد وصوره مصور افغاني. وقدم فيلم الفيديو صورة نادرة للطريقة التي يستجوب بها ضباط الاستخبارات المركزية الاسرى الذين تحتجزهم القوات المناوئة ل"طالبان". وذكرت المجلة انه ظهر في فيلم الفيديو عشرات من الاسرى وقد وقفوا صباح يوم احد في ساحة في وسط المجمع. وظهر في الفيلم الضابط سبان وهو يرتدي بنطلون جينز وقميصاً اسود من الصوف وقد جلس على ملاءة مفروشة على الارض وامامه ركع ووكر وقد قيدت يداه خلف ظهره. وقالت المجلة انه سمع في الشريط صوت افغاني يسأل: "بأي لغة تتحدث: ايرلندي، باكستاني؟". ثم صاح سبان قائلاً وهو يطرق اصابعه مرتين امام وجه ووكر المغطى بشعره الطويل: "يا انت ما اسمك؟". لكن رأس ووكر المطأطأ لم يتحرك. وحاول سبان مجدداً قائلاً: "من أتى بك الى هنا؟ افق. من اتى بك الى هنا؟ كيف اتيت الى هنا؟". والتقى سبان بعد ذلك مع ضابط آخر من الاستخبارات المركزية يدعى "ديف" شوهد في الشريط وهو يستجوب أسيراً من قرغيزستان بالروسية. وقال سبان لديف: "شرحت له الاتفاق". ثم قال موجها كلامه لووكر: "الامر متروك لك". ورد ديف قائلاً: "المشكلة هي ان عليه ان يقرر ما اذا كان يود ان يعيش او يموت. اذا اراد ان يموت سيموت هنا او سيقضى بقية حياته القصيرة في السجن. انه قراره يا رجل. لا نستطيع ان نساعد الا من يتحدثون معنا. بوسعنا ان نجعل الصليب الاحمر يساعد كثيرين". ثم قال سبان لووكر فيما بعد ان من نفذوا الهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن يوم 11 ايلول سبتمبر "قتلوا مسلمين آخرين. كان هناك مئات من المسلمين من بين القتلى. هل سترد علينا؟". لكن ووكر لم يجب. وقال ديف: "هذا الفتى حصل على فرصته". وقالت "نيوزويك" ان الضابطين كانا محبطين وضرب احدهما الارض بقدمه بينما وضع الاخر يديه في خصره. ونجا ديف في وقت لاحق من التمرد المزعوم. ثم جلس سبان مرة اخرى على الملاءة وأمر ووكر بان يزيح شعره عن وجهه ليلتقط له صورة. وحينئذ تدخل جندي افغاني وجذب ووكر من شعره ورفع رأسه لتلتقط له الصورة ثم جذبه ليقف على قدميه واقتاده حارس افغاني الى جمع الاسرى الجالسين على الارض في وسط المجمع.