بكين، طوكيو - رويترز - انتقدت الصين، العضو الحديث في منظمة التجارة الدولية امس الجمعة، قيوداً اقترحتها الولاياتالمتحدة على واردات الصلب وخفضها لحصة الصين من صادرات النسيج. وحضت واشنطن ثاني اكبر شريك تجاري لها على تصحيح اساليبها "الخاطئة". من جهتها، تستعد اليابان ايضاً لفرض قيود على واردات زراعية صينية. ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية للانباء عن جاو يان الناطقة باسم وزارة التجارة الخارجية قولها بعد ثلاثة ايام من انضمام الصين رسمياً الى منظمة التجارة العالمية "ان مثل هذه العوائق تتعارض مع سياسة تحرير التجارة التي تتبناها منظمة التجارة الدولية". واضافت "ان الصين تعارض دائما اي شكل من اشكال الحماية التجارية يمكنه ان يعرقل مسار التجارة الدولية الطبيعي بسبب سياسات واجراءات تجارية غير ملائمة". وكانت لجنة التجارة الدولية الاميركية في الكونغرس اوصت الاسبوع الماضي بزيادة التعرفات الجمركية على الواردات من الصلب، وخفض الكميات المستوردة لمدة اربع سنوات لدعم صناعة الصلب الاميركية المتداعية. وستعرض اللجنة توصياتها على الرئيس جورج بوش يوم الاربعاء المقبل، تبدأ بعده فترة تراوح بين 60 و75 يوما يمكن للرئيس ان يتخذ خلالها قراراً في شأن فرض اي قيود تجارية. وتأمل الصين ان تأخذ الولاياتالمتحدة في الاعتبار وجهات نظر دول اخرى وان تتعامل مع الأمر بشكل "لائق". والى جانب الصين تستورد الولاياتالمتحدة الصلب من عدد من الدول التي قد تتأثر بالقرار منها دول الاتحاد الاوروبي وكندا وكوريا الجنوبية واليابان والمكسيك وتركيا والبرازيل وروسيا وتايوان وجنوب افريقيا والارجنتين واوكرانيا. وعلى رغم ان الخلاف سابق على انضمام الصين الى منظمة التجارة الدولية، الا ان الصين كانت ابدت قلقها في الماضي ازاء التحقيقات الاميركية في ما اذا كانت الواردات من الصلب تشكل تهديداً للمنتجين الاميركيين. من جهة اخرى قالت الوكالة ان وزارة التجارة الخارجية وصفت خفض حصة الصين من صادرات النسيج في الفترة الاخيرة بسبب مزاعم اميركية بقيام شركات صينية بتهريب انتاجها بأنه امر "غير مقبول". ولم توضح حجم الخفض او متى تم، فيما رفضت السفارة الاميركية في الصين التعليق على هذا النبأ. وذكرت الناطقة ان الولاياتالمتحدة اتخذت خطوة الخفض التي ستؤثر على سلع صينية تبلغ قيمتها 28 مليون دولار من دون ان تقدم "دليلاً دامغاً". وأضافت "ان الاجراء الذي اتخذته الحكومة الاميركية يعد انتهاكا لاتفاقات المنسوجات بين البلدين" وان الحكومة الصينية تعتبره "أمراً غير مقبول". في طوكيو اعلن وزير التجارة الياباني تاكيو هيرانوما في مؤتمر صحافي امس الجمعة ان رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي طلب منه البدء في التحضير لفرض قيود طويلة الامد على واردات ثلاثة منتجات زراعية من الصين. وكانت اليابان فرضت قيودا موقتة في نيسان ابريل الماضي على ثلاثة منتجات زراعية تأتي اساسا من الصين من اجل حماية المزارعين اليابانيين. وردت بكين في حزيران يونيو بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100 في المئة على السيارات واجهزة الهاتف النقال والتكييف اليابانية. وانتهى اجل القيود الموقتة التي فرضتها اليابان في 8 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتبحث طوكيو في ما اذا كانت ستفرض عقوبات طويلة الامد ان لم تسفر المحادثات مع الصين عن اي تقدم. وتصر الصين على ان تنهي اليابان القيود وتتطلع الى يوم 21 كانون الاول ديسمبر عندما يتعين على طوكيو تقديم دليل مطلوب لفرض عقوبات شاملة، بموجب قواعد منظمة التجارة الدولية. واكد هيرانوما مجددا انه يريد حل الخلاف عن طريق الحوار، واشار الى ان حكومته تنتظر رداً من بكين على مقترحات طوكيو التي لم يحددها. وقال: "في هذه المرحلة نحن ننتظر رد الصين. لكن نظرا الى ضيق الوقت يتعين ان نكثف اتصالاتنا معهم".