فيما البلادُ يعصفُ بها الموت والاحتلال يدمّر الأحياء والمدن صدر العدد الخامس عشر من فصلية "الشعراء" الثقافية عن المركز الثقافي الفلسطيني "بيت الشعر". كتب افتتاحية العدد الشاعر أمجد ناصر، وعنوانها: "مشهد شعري فلسطيني جديد"، وفيه يشير إلى أن عدداً من الشعراء والأصوات الجديدة بدأت تظهر محدثة اتساعاً في خريطة الإبداع الفلسطيني، على رغم ما يمارسه الاحتلال من قتل يومي وهمجية ضد الوجود الفلسطيني بكل مقوماته. وأشار الى الدوريات التي تصدر من فلسطين باعتبارها منابر للأصوات الجديدة .. ودليل حياة على قوة الإبداع على تراب فلسطين في مواجهة النقيض. النصوص توزعت بين: أحمد دحبور رائحة السفرجل، أحمد الشهاوي لسان النار، نوري الجراح لكل ختام مطاف، ابراهيم الوافي ملء دمي شهقة نائمة، باسمة النبريص مقال في معنى الريح ونداء مرتجى. أما ملف "مهجريون جدد" فجاء تحت عنوان: "جبال غير رحيمة وبيضاء" للشاعر أحمد يعقوب، وهو الجزء الثالث من كتاب سيصدر قريباً عن "بيت الشعر". ومع هذا الملف مهجريون جدد تكون المجلة قدمت مشهداً كاملاً لما تيسر من النتاج الشعري لشعراء من أصل فلسطيني كتبوا باللغة الإسبانية في تشيلي، حيث الجالية الفلسطينية - وما انحدر منها - تشكل نسبة 5 أو 6 في المئة من سكان تشيلي اللاتينو-أميركيين. وتم الاعتماد في ترجمة هذا الملف الأخير على مؤلف للشاعر الأكاديمي ماتياس رفيدي بعنوان: "أدباء تشيليون من أصل عربي"، وتضمن تعريفاً ونصوصاً لماتياس رفيدي: "أحلام غريبة في مرايا السرنمة"، ولفريد معتز: "جغرافيا مبللة وتمطر حسرات"، وتيودور السقا: رياح بلا ذاكرة . باب الدراسات اشتمل على دراستين، الأولى لجهاد صالح: "الموضوع الفلسطيني في الأدب الرومانطيقي الروسي"، وهي دراسة مطولة استعرض فيها الكاتب المؤثرات العربية والإسلامية في الأدب الروسي، وتأثير الشرق عموماً، إذ لم يكن التأثير العربي والإسلام مقصوراً على الأدب، فقد ظهرت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم العام 1716 بأمر من بطرس الأكبر وقام بالترجمة العالم الروسي المعروف آنذاك "بيوتر بوسينكوف". الدراسة الثانية للناقد عادل الأسطة: "محمود درويش والمتنبي/ قراءة جديدة لقصيدة قديمة"، وفيها ستعرض "العلائقية" بين الشاعرين وتأثيرات المتنبي في الأخير وتناصه معه. أما ملف العدد فجاء بعنوان: "الشعراء الشباب في فلسطينالمحتلة 1998/ نوارس من البحر البعيد - القريب". أَعدّ الملف وقدّم له الشاعر محمد حلمي الريشة ومما جاء في التقديم: "في هذا الملف، نُقدّم مجموعة من الشعراء الفلسطينيين الجدد، الذين يقيمون في الجزء الجميل المحتل من فلسطين العام 1948، هؤلاء الشعراء الذين يحفظون لهم ولنا وللوطن الكبير لغتهم التي نحبّ جميعاً، كما حفظها الكثير ممن سبقهم، في ساحة تشويهٍ وتزييفٍ لكل ما هو فلسطيني هناك. إنهم يبنون الثقة وجسور التَّواصل، ويسيّجون الجمالَ ضدّ النقيضِ الذي لا يراه، مؤكدّين أنّ النص الحقيقي، ذلك الذي تمثّل في بقائهم على قيد أرضهم المنهوبة والمستهدفة، لتظلّ وحدة الجغرافيا الفلسطينية مكتملةً داخل الوعي الفلسطيني الذي يرشح من أنساغ الشجر ورفرفة الطَّير فوق فلسطين السهلِ والبحرِ والوديان والجبل". وتضّمن الملف نصوصاً للشعراء: سامر خير، بشير شلش، صالح حبيب، أيمن كامل اغبارية، نهاية عرموش، رانية ارشيد، ليليان بشارة، عبدالمحسن نعامنة. ويشكل هذا الملف جسراً للتواصل بين المكان الواحد الذي يأبى إلاّ أن يكون كذلك. ضفاف أخرى اشتملت على فصول من رواية الشاعر محمد علي اليوسفي "دانتيلا تحت الشمس". و"المختارات" تضمنت الجزء الأول من أنطولوجيا الشعر الروسي الحديث، في ترجمة وتقديم للشاعر عبدالله عيسى. حوار العدد مع الشاعر والكاتب حسين البرغوثي اجراه الروائي والصحافي عاطف أبو سيف في غزة. باب "جدل" ضم حواراً مع الناقد فيصل درّاج في عنوان: "الثقافة تبدأ من المصلحة الوطنية لا الذاتية" وحاوره تيسير النجار. وفي العدد مقال للروائي نبيل سليمان "الإبداع والأنوثة" وحوار مع الموسيقي باتريك لاما "نقوش موسيقية على جدار كنعانية" حاوره الشاعر والصحافي يوسف الشايب. أما "رفوف" فتوزعت بين: عبدالله عيسى في قراءتين لحليب اسود للشاعر المتوكل طه، واستدراج الجبل للشاعر غسان زقطان. وقدم الناقد محمد مدحت اسعد قراءة في "ما أمكن خيانته ويسمى الألم" للشاعر جهاد هديب. وقدم الشاعر هديب عرضاً لكتاب "في الماء دائماً وارسم الصور" للشاعر زياد العناني وتضمنت زاوية "أروقة" عرضاً لخمسة كتب هي من اصدارات "بيت الشعر": "طهارة الصمت" للمتوكل طه، "سماوات واطئة" لبشير شلش، "قيامة الأسوار"، لعبدالله عيسى، "مدفن الأحياء" لوليد الهودلي، "أرض القصيدة" لعادل الأسطة، قدمها مراد السوداني. ويختتم العدد ب"بيت القصيد" للشاعر المتوكل طه: "نقوش على منديل عناة".