توصل البرلمان الإصلاحي والقضاء المحافظ إلى ما يشبه الهدنة، بعدما اتفق رئيس البرلمان مهدي كروبي ورئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي إلى اتفاق على وقف تنفيذ الحكم بسجن النائب محمد دادفر سبعة شهور بتهمة المساس بالنظام والدعاية ضده. وجاءت هذه الهدنة - التسوية بعدما صعّد الإصلاحيون موقفهم ضد القضاء، وأعلن البرلمان رفضه الحكم الصادر على دادفر، وهدد بعض النواب بتقديم استقالة جماعية. وترددت معلومات نقلتها صحيفة "نوروز" الإصلاحية أن هناك 8 مذكرات استدعاء بحق سبعة نواب إصلاحيين، ونائب من المحافظين، وصلت إلى رئاسة البرلمان لابلاغ النواب المعنيين المثول أمام المحاكم، ومن بين هؤلاء عضو هيئة الرئاسة علي شكوري راد وبهزاد نبوي وعلي مزروعي ورجب رحماني. وقال محمد رضا خاتمي، نائب رئيس البرلمان، إن غالبية النواب يعتقدون بأن "القضاء يتعاطى مع البرلمان سياسياً". وأشار إلى اقتراح تقدم به بعض زملائه ويدعو إلى تقديم استقالة جماعية، وقال: "إذا شعر النواب بأنهم لا يستطيعون القيام بواجباتهم التشريعية، فإنهم يفكرون باللجوء إلى الاستقالة". ورد المحافظون بغضب على هذه المواقف الاصلاحية ووصفوها بأنها تحد للقانون. وقال النائب المحافظ علي جاري "لا فرق بين النائب والمواطن العادي، والمجتمع لا يقبل أن تنفذ الأحكام القضائية بالمواطنين العاديين وحدهم دون النواب". لكن رئيس البرلمان مهدي كروبي رفض هذا المنطق، وأكد أنه لم تحصل في تاريخ البرلمان الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979 حتى الآن "محاكمة وإدانة نائب بسبب مواقفه السياسية خلال ادائه مهامه". الى ذلك، احتج مئات الطلاب الايرانيين امس على الاجراءات القضائىة لقمع الاصلاحات وعدم قدرة الرئيس محمد خاتمي على حماية حقوق الاصلاحيين المسجونين. وحضر أفراد من أسر الطلاب والمثقفين المعتقلين من دون محاكمة، الاجتماع الذي اقيم في جامعة أمير كبير للتكنولوجيا وسط طهران. وقال زعيم طلابي للمحتشدين ان اكثر من مئة طالب يقبعون في السجون أو استدعتهم المحاكم المختلفة منذ انتخاب خاتمي رئيساً للبلاد للمرة الأولى في 1997. واعتقل حوالى 60 معارضاً معظمهم كتاب واساتذة جامعيون في آذار مارس ونيسان ابريل بتهمة التخطيط ضد الجمهورية. ويقول اقارب المعتقلين ان كثيراً منهم صحته معتلة وهم محتجزون في مراكز اعتقال يديرها الحرس الثوري، وان عدداً "من المحتجزين معتقلون منذ عام في ما يسمى مركز احتجاز موقت من دون ان يتاح لهم الاتصال بمحام". وردد الطلاب شعارات تدعو الى اطلاق جميع السجناء السياسيين ووقف القمع الذي يمارسه القضاء على الصحافة المستقلة. ودانوا الاحكام التي أصدرتها محكمة الصحافة امس على الطالبين حميد جعفري ومحمود مجديهي، وهما من جامعة الشهيد رجائي اللذين حكما بالسجن خمس سنوات وثلاث سنوات بسبب مقالة نشرت في صحيفة تصدر داخل الجامعة. وردد الطلاب "ان اعتدال خاتمي سيوصل الى طريق مسدود".