طهران – أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلن مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، استعداده لتقديم أدلة تؤكد حصول اعتداءات جنسية على معتقلين اثر الاضطرابات التي أعقبت الاقتراع، بعدما اتهمه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني بالكذب، فيما أكد «الحرس الثوري» أن نار الفتنة «لم تنطفئ بعد»، داعياً إلى اليقظة للحؤول دون إشعالها مجدداً. جاء ذلك في وقت زارت لجنة خاصة شكّلها البرلمان لمتابعة أوضاع المعتقلين وقادة إصلاحيين محتجزين، مشيرة الى ان محمد علي ابطحي نائب الرئيس السابق لوّح بكشف «مزيد من الحقائق» ستكون «اكثر إثارة لصدمة التيار المعادي للثورة». في الوقت ذاته، اقترحت إيران التي تواجه تهديدات اسرائيلية بمهاجمة منشآتها النووية، فرض حظر عالمي على مهاجمة هذه المنشآت، لإقرار الاقتراح في مؤتمر تعقده الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية: «لسنا قلقين من إسرائيل. لا أحد يجرؤ على فعل أي شيء ضد إيران». وشدد على ان الاقتراح «مسألة مبدئية». وفي تطور لافت، أفادت وكالتا الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) و»مهر» بأن الرئيس محمود احمدي نجاد اصدر قراراً بإعادة تعيين علي اكبر جوانفكر مستشاراً إعلامياً له، بعدما استقال ليمنح نجاد فرصة الاستعانة بوجوه جديدة. وعلى صعيد قضية الانتهاكات في السجون، كان لاريجاني اعتبر اتهامات كروبي حول الاعتداء جنسياً على متظاهرين اعتقلوا رجالاً ونساءً، «محض كذب»، ودعا الرئيس السابق للبرلمان الى تقديم «إثباتات، كي نحقق في القضية». ونقلت قناة «برس تي في» عن إسماعيل جرامي مقدم الناطق باسم حزب «اعتماد ملي» الذي يتزعمه كروبي، قوله ان المرشح الخاسر «يمتلك معلومات حول تلك القضية، تتعدى بكثير مجرد الكلام». واضاف ان كروبي سيقدم أدلة لتأكيد حدوث عمليات اغتصاب. ونقلت «إرنا» عن مجيد انصاري العضو في «جماعة رجال الدين المقاتلين» الإصلاحية النائب السابق للرئيس، تأكيده ان عمليات الاغتصاب «أُثبتت، والتقارير أُحيلت على مسؤولين». ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «اعتماد ملي» عن كروبي قوله: «نلاحظ انه في دولة إسلامية، يتعرّض شبان للضرب حتى الموت، فقط لأنهم هتفوا بشعارات في التظاهرات». وأوردت صحيفة «جمهوري اسلامي» المحافظة ان رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني ردّ على الرسالة التي تلقاها من كروبي حول تلك الانتهاكات في مركز اعتقال «كهريزاك». وأشارت الى ان رفسنجاني بعث بالرسالة الى رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي، ودعا الى فتح تحقيق. وأوضحت الصحيفة ان شاهرودي ردّ مؤكداً عدم حدوث انتهاكات مماثلة، في مراكز اعتقال يشرف عليها القضاء. واضافت ان مكتب الرئيس السابق بعث بردّ شاهرودي، الى كروبي. في السياق ذاته، قال رجل الدين المحافظ احمد خاتمي الذي سيؤم صلاة الجمعة اليوم بدلاً من رفسنجاني الذي آثر الانسحاب خشية «حصول صدامات»، ان «الزعم بحصول اعتداءات جنسية في سجوننا، تهمة كبيرة للنظام لا بد من الوقوف أمامها واثبات زيفها». وأفادت قناة «العربية» الفضائية بأن المرجع الديني في مدينة شيراز علي محمد دستغيب وهو عضو بارز في مجلس خبراء القيادة، دعا المجلس الى عقد اجتماع استثنائي لدرس الأزمة الراهنة، في ضوء الاعتراض على نتائج الانتخابات وإصرار المرشد علي خامنئي على تأييد صحتها. وأضافت ان المرجع الديني في مدينة قم، أسد الله بيات زنجاني، مصرّ على أن يمارس مجلس الخبراء دوره في تقويم الولي الفقيه علي خامنئي أو عزله. ودعا بيات زنجاني خامنئي الى التقيّد بالقانون، مطالباً مجلس خبراء القيادة بمحاسبته وملاحظة هل فقد شروط القيادة أم لا، خصوصاً شرط العدالة. في المقابل، اعتبر رئيس الدائرة السياسية في «الحرس الثوري» يد الله جواني ان الانتخابات الرئاسية «أوجدت ظروفاً سياسية جديدة في البلد». وقال ان «الوضع بعد الانتخابات، وكما قال المرشد، كان فتنة عميقة خبت نارها بيقظة المؤسسات العسكرية والأمنية وحزم المرشد، لكن هذه النار لم تنطفئ بعد، ويمكن ان تتأجج مجدداً في ظروف أخرى، لذا علينا التحلي باليقظة». وأشار الى وجود «رؤيتين حول الانتخابات: الأولى ان بعض المرشحين أساء التصرف وتسرّع بعد الانتخابات، فيما تطرّف أنصار المرشحين. والثانية ترى ان العدو كان خطط لهذه الانتخابات منذ فترة طويلة واعتبرها فرصة مناسبة لإطاحة النظام وتغييره، ونحن نؤمن بهذه الرؤية وفقاً للأدلة والقرائن». واعتبر قائد سلاح البر في الجيش الإيراني احمد رضا بوردستان ان «التهديدات الناعمة المعادية، أصعب واكثر خطورة من تلك العنيفة». وزاد ان «العدو ومن خلال الإيحاء بأن إيران تشكل تهديداً نووياً وصاروخياً، يسعى الى ترهيب دول المنطقة من الجمهورية الإسلامية، وللأسف أثّر هذا المخطط على بعضهم، ويشعر بعض دول المنطقة الآن بالخوف من بلادنا بسبب إثارة هذه الأجواء».