} شدد رئيس اللجنة القطرية العليا المسؤولة عن ترتيبات انعقاد مؤتمر منظمة التجارة الدولية الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني الوكيل المساعد في وزارة المال والاقتصاد والتجارة في حديث الى "الحياة" على ان الدوحة التي تشهد افتتاح المؤتمر الرابع للمنظمة غداً الجمعة حريصة على اجراء جولة مفاوضات ناجحة تؤدي الى وصول دول المنظمة الى حلول ترضي المجموعات المختلفة والدول كافة سواء كانت نامية أو متقدمة. وقال ان خلافات اعضاء المنظمة معروفة، مشيراً الى أن هناك دولا تريد تنفيذ اتفاقات تم الاتفاق عليها في وقت سابق فيما ترى دول نامية صعوبة ذلك، اضافة الى دعوة بعض الدول الى تغيير الاتفاقات القديمة بأخرى جديدة. واعتبر ان هذا الطلب يمثل "حقاً مشروعاً لبعض الدول النامية" كما عبر عن اعتقاده ان دول المنظمة "مهيأة اكثر من اجتماع سياتل للتوصل الى اتفاق". وفيما رأى ان مؤتمر الدوحة يشكل فرصة طيبة للدول العربية للتعبير عن آرائها ووجهات نظرها، قال ان بلاده طرحت على المجموعة العربية في اجتماع عقد في جنيف ضرورة اثارة قضية الاجراءات الاقتصادية التي تقوم بها اسرائيل ضد السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وقال ان هذا الموضوع متروك للمجموعة العربية لبته. ورأى ان موضوع النفط غير مطروح الآن، لكنه قال ان على الدول النفطية ان تعمل على أن يكون هذا الموضوع بين المواضيع التي يناقشها هذا الاجتماع والمؤتمر المقبل. وفي ما يأتي نص الحديث: ما دور قطر في انجاح مؤتمر منظمة التجارة الدولية الذي يعقد للمرة الأولى في دولة خليجية؟ - يهم قطر بصفتها الدولة المضيفة ان ينجح هذا المؤتمر، كما يهمها ان يكون جميع الوفود الرسمية وغير الرسمية في أمان، هذا فضلاً عن توفير كل الأشياء المتعلقة براحتهم. وبحمد الله استطيع ان اقول بكل فخر اننا قمنا بجميع الاجراءات المتعلقة بالاستعدادات للمؤتمر، اذ تم تأهيل وتجهيز اكثر من 15 فندقا اضافة الى مجمعات سكنية جرى التعاقد مع فنادق لتقوم بادارتها. اما بالنسبة لاجتماعات المنظمة والدول الاعضاء فهذا يخص الدول، لكننا في قطر مهتمون بأن تجري جولة مفاوضات في سبيل وصول دول المنظمة الى حلول مرضية للمجموعات والدول كافة سواء كانت نامية أو متقدمة. واعتقد ان الدول الاعضاء ستراعي حاجات الدول النامية خصوصاً الأقل نمواً منها، اذ ان تلك الدول تحتاج الى وقت أطول خصوصاً في ما يتعلق باجراءات في شأن الخدمات والزراعة، واعتقد اننا وصلنا الى مرحلة متقدمة في الاعداد لانجاح هذا المؤتمر. وما طبيعة التحديات التي تواجه المشاركين في المؤتمر؟ - خلافات اعضاء المنظمة معروفة، فهناك دول متقدمة تطلب تطبيق الاتفاقات السابقة، وهناك دول نامية ترى ان تطبيق تلك الاتفاقات اصبح صعباً ويحتاج الى بعض الوقت، اضافة الى دعوة بعض الدول الى تغيير الاتفاقات التي تم الاتفاق عليها سابقاً، واعتقد ان هذا حق مشروع لبعض الدول النامية، وهناك الآن مشروع اجندة جدول اعمال للمؤتمر سيتم طرحه. وحسب ما سمعت ورأيت ان الدول مهيأة اكثر من سياتل للتوصل الى اتفاق. وهل سيكون هذا النجاح بسبب الأحداث الأخيرة التي وقعت في الولايات المتحدة؟ - لا اعتقد، فالاجتماعات الوزارية التي جرت في الأشهر الماضية ساعدت وعملت نوعاً من الحلحلة لاشياء لم تكن دول المنظمة متفقة عليها. وماذا ستستفيد دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية من انعقاد هذا المؤتمر في الدوحة؟ - انعقاد المؤتمر يشكل فرصة طيبة لجميع الدول العربية لابداء وجهات نظرها، واعتقد ان وضع الدول العربية الاعضاء في المنظمة جيد في هذا المؤتمر إذ انها ستبدي آراءها سواء من خلال مجموعتها العربية أو المجموعة الافريقية او الآسيوية، أو في اطار مجموعة الدول النامية. وهل قمت بعمليات تنسيق مع الدول العربية لتوحيد المواقف في المؤتمر؟ - عقدنا اجتماعات عدة مع الدول العربية، وكنا استضفنا ندوة للخبراء العرب في منظمة التجارة عقدت في الدوحة، كما شارك في الندوة خبراء من دول اخرى لالقاء الضوء على بعض الأمور التي تهم دول المنظمة سواء كانت نامية أو عربية. اعتقد ان نتائج لقاء الخبراء كانت جيدة، وبالاضافة الى هذا شاركنا في اجتماعات عقدت في القاهرة، وكانت هناك اجتماعات عربية اخرى، واتمنى ان يكون التنسيق العربي وصل الى مرحلة متقدمة الآن. قطر ودول مجلس التعاون الخليجي هي دول منتجة للنفط فهل سيدخل البترول ضمن اعمال ومداولات منظمة التجارة؟ - حسب علمي ان موضوع النفط غير مطروح الآن، لكنني اعتقد انه أصبح لزاماً على الدول المنتجة للنفط ان تعمل ليكون هذا الموضوع ضمن المواضيع التي تطرح في هذا الاجتماع والمؤتمر المقبل. الهاجس الأمني يسيطر على المشاركين في المؤتمر والعالم بعد احداث واشنطن ونيويورك فكيف تنظرون الى الترتيبات القطرية في هذا الجانب؟ - الحمد لله رب العالمين ان قطر اثبتت للعالم من خلال اجتماعات مهمة عقدت في قطر في الأعوام الماضية انها تستطيع استضافة مؤتمرات عالمية واقليمية وخليجية ومحلية. ونحن قمنا بجميع الاستعدادات والاجراءات المناسبة لحماية وأمن وراحة المشاركين، وستكون هناك استعدادات أمنية مناسبة لهذا الحدث المؤتمر. وهل ستكون هذه الاستعدادات الأمنية بمساعدة دول أخرى؟ - لا، قطر غنية برجالها، وقوات الأمن في قطر أصبحت ذات دراية ومعرفة وكفاءة وتستطيع ان تحمي ضيوفها. وهل ستكون للمشاركة الاسرائيلية تأثيرات في هذا الاجتماع؟ - لا، لن تؤثر لا من قريب أو بعيد. وهل تلقيتم أي احتجاج في شأن المشاركة الاسرائيلية؟ - حتى الآن لم نتلق اي احتجاج رسمي، علماً ان اسرائيل هي دولة غير فاعلة في منظمة التجارة. كيف تكون اسرائيل غير فاعلة في المنظمة؟ - هي دولة صغيرة لا تمثل أي مجموعة داخل المؤتمر، فهي لا تنتمي لمجموعة الدول النامية أو المتقدمة، وبالتالي فإنها ليست موجودة تحت مظلة اي مجموعة تدافع عن مصالحها. وبالتالي فإن موقفها التفاوضي ضعيف دائماً كدولة في المنظمة. واعتقد ان هناك فرصة قوية للدول العربية في المنظمة لايقاف بعض الممارسات الاقتصادية الاسرائيلية من خلال منظمة التجارة. وكنت أثرت هذا الموضوع في أول اجتماع عقدته المجموعة العربية في جنيف قبل نحو 3-4 أشهر، وقلت انه يجب على الدول العربية ان تثير في مؤتمر الدوحة بعض المواضيع التي تتعلق باجراءات اقتصادية تقوم بها اسرائيل ضد السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وهناك مواضيع تستطيع ان تثير الدول العربية من خلالها في المؤتمر هذه النقطة التي أشرت اليها. وهل اتفقت الدول العربية على اثارة قضية الاجراءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين؟ - لم يتفق بحسب علمي على ذلك حتى الآن. وهل ستقومون أنتم بطرح هذه القضية؟ - نحن طرحناها في جنيف على مجموعة الدول العربية والأمر متروك لهذه المجموعة.