خطت الولاياتالمتحدةوبريطانيا خطوة جديدة في حربهما المعلنة على الارهاب، من خلال ادراجهما ثماني منظمات عربية، منها سبع تقاتل اسرائيل، على لائحة المنظمات التي تم تجميد أصولها. وأظهرت اللائحة صحة التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، في آخر زياراته لواشنطن في 24 الشهر الماضي، حين أبلغ مراسلي الصحافة الاسرائيلية جورج بوش أن "بوش يعتبر حزب الله في لبنان تنظيماً ارهابياً"، وأن موقفه يشمل أيضاً الحركات الفلسطينية المناهضة لمشروع التسوية. وتضم اللائحة المشتركة التي أعلنها وزير المال البريطاني غوردون براون أمس، وبعد أقل من 48 ساعة على عودة رئيس الوزراء توني بلير من جولة شرق أوسطية أُعلن أنها تستهدف تنشيط مسيرة السلام، كلاً من حركة "حماس" وحركة "الجهاد الاسلامي" و"جبهة التحرير الفلسطينية" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وجناحها المسلح، وحركة "فتح المجلس الثوري" التابعة لمنظمة ابو نضال، علاوة على "حزب الله" اللبناني. وقال مارتن شيلد الناطق باسم رئاسة الوزراء البريطاني ل"الحياة" إن هذه الخطوة تندرج في اطار "تعزيز الاجراءات السابقة المتخذة ضد المنظمات الارهابية". وأثار الاعلان رد فعل ساخطاً، من التنظيمات المعنية التي اتصلت بها "الحياة". وقال النائب عمار الموسوي عن "حزب الله" ل"الحياة" إن "اللائحة والمديح الاسرائيلي لها يثيران السخرية"، مشيراً إلى أن "هذا الكلام اللائحة ليست له قيمة في ظل الموقف العربي الذي يدعو الى التمييز بين الارهاب وبين التحرير". وأضاف أن "أميركا تستخدم الترغيب والترهيب منذ وقت طويل مع حركات التحرير وهي أرسلت الينا رسائل عدة، لكننا متمسكون بحقنا في تحرير آخر شبر من أرضنا"، وزاد: "كل اللوائح الاميركية لن يرهبنا، والخطوة ستعقد العلاقة بين الولاياتالمتحدة والشعوب العربية". أما ماهر الطاهر، الناطق باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، فقال ل"الحياة" إن منظمته ترفض اللائحة "رفضاً قاطعاً لأن الفصائل الفلسطينية تناضل ضد الاحتلال، ونضالها ينسجم مع مبادىء الأممالمتحدة وميثاقها، ومع القانون الدولي". واعتبر الموقفين الاميركي والبريطاني "بعيدين عن قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي ومنحازين الى اسرائيل". ونبه إلى أن "الجبهة الشعبية" جزء أساسي من منظمة التحرير الفلسطينية التي هي "منظمة معترف بها عربياً ودولياً، وعضو في جامعة الدول العربية وعضو مراقب في الأممالمتحدة" . وتساءل عمّن "نصّب الولاياتالمتحدةوبريطانيا في موقع الذي يحدد من هو ارهابي ومن هو غير ارهابي؟". وأضاف: "من نصّبهما شرطيين للعالم، في وقت نحن الذين نحتكم الى القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة؟". وعن تأثير إجراءات تجميد الارصدة المالية قال: "ليست لدينا أرصدة، ودعمنا المالي يأتي من جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية"، مشيراً الى انه لا يعلم هل ستؤدي الاجراءات الى تقييد حركة أنصار المنظمة في العالم العربي مستقبلاً. وأضاف: "مطلوب من الجامعة العربية وكل الدول العربية أن تتحرك لرفض هذه اللائحة ومفاعيلها". أما خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" فوصف الاجراءات الجديدة بأنها "بلا قيمة" وانتقد مواقف لندنوواشنطن مؤكداً أنهما "لا تملكان الأهلية والجدارة لاطلاق الأحكام ولعب دورالراعي العادل" بل إن سجلهما يضعهما في لائحة من يظلمون الشعوب ويدعمون الارهاب الذي تتعرض له، لا سيما الارهاب الصهيوني". وأضاف: "لا نتوقع في الذكرى الرابعة والثمانين لوعد بلفور البريطاني المقيت أن نحصل على انصاف من بريطانيا واقرار بحقوقنا التي كانت بريطانيا أول من سلبنا اياها". ونفى أن تكون ل"حماس" أي حسابات أو أرصدة "وبالتالي لا قيمة لما يتحدثون عنه" واللافت أن اللائحة الجديدة ضمت أسماء سبق أن وردت في لائحة تبنتها بريطانيا قبل تسعة شهور، حين أعلنت تصنيف 21 جماعة سياسية على أنها جماعات "إرهابية"، منها 12 تنشط في اطار سياسي له علاقة بجماعات اسلامية أوالشرق الأوسط، وبينها جهاز الأمن "الخارجي" التابع ل"حزب الله" في لبنان، و"كتائب عز الدين القسام" التابعة لحركة "حماس". وبين الجماعات التي تكررت في اللائحتين "الجماعة الاسلامية" المصرية، و"عسكر الطيبة" الكشميرية و ثلاثة تنظيمات يشكل ادراجها "هدية" لكل من تركيا وايران وهي "حزب العمال الكردستاني" و"جبهة حزب تحرير الشعب الثوري" التركية، ومنظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة التي يدعمها العراق. كما أتاحت اللائحة الجديدة تصفية حساب واشنطنولندن وبعض الدول الحليفة، ومنها اسبانيا واليابان، مع مجموعة من التنظيمات المعارضة ومنها "أووم" الحقيقة المطلقة اليابانية، ومنظمة "ايتا"الباسكية المسلحة، ومنظمة "الجيش الجمهوري الحقيقي الارلندي"، وثلاث منظمات يسارية في كولومبيا والبيرو، علاوة على حركة "كاهانا حي" اليهودية المتطرفة. وابدى محللون مخاوفهم من أن تمهد اللائحة لشن حروب ملاحقة تشمل دول الشرق الأوسط، بما في ذلك العراقولبنان وسورية، بالاضافة إلى مناطق حول العالم تنشط فيها تنظيمات معارضة أو حركات تحرر تنادي بالنضال المسلح.