واشنطن، هامبورغ - ا ف ب، ا ب، رويترز - تمكن علماء اميركيون من فك رموز الخريطة الوراثية لبكتيريا الجمرة الخبيثة القاتلة، التي استخدمت في هجمات ارهابية بالرسائل الملوثة خلال الاسابيع الاخيرة في الولاياتالمتحدة. وأفاد معهد البحوث الوراثية ان البكتيريا التي استخدمت في مشروع فك رموز الخريطة الوراثية، هي من العينات التي عثر عليها في فلوريدا حيث اعلنت الوفاة الاولى بالجمرة الخبيثة. وتمكن فريق من الباحثين بقيادة الدكتور تيموثي ريد والدكتورة كلير فريزر من فك رموز الخريطة بنسبة 99 في المئة. وسيعمد الباحثون الى المقارنة بين نتائج بحوثهم على هذه البكتيريا الآتية من فلوريدا ونتائج البحوث الجارية حول بكتيريا اخرى من المنشأ ذاته، رصدت في بريطانيا حيث يتم فك رموز خريطتها الوراثية، لمعرفة هل هناك فرق في الحمض الريبي النووي بين الاثنتين. لكن المعهد رفض اعلان نتائج بحوثه خوفاً من "انعكاساتها على الصحة العامة والامن القومي"، موضحاً انه ينتظر الضوء الاخضر من السلطات الفيديرالية الأميركية. وتزامن بيان المعهد مع معلومات اوردتها مجلة صادرة عن مكتب منظمة "غرينبيس" في المانيا استنادا الى مصادر اميركية أفادت ان عالم جراثيم اميركياً كبيراً هو على الارجح مرسل جراثيم الجمرة الخبيثة التي اسفرت حتى الآن عن وفاة خمسة اشخاص في الولاياتالمتحدة. واضافت "غرينبيس" ان العالم الذي تشتبه فيه واشنطن عضو في البرنامج الاميركي للبحوث حول الاسلحة الجرثومية وان واشنطن لا تريد كشف هويته او المختبر الذي يعمل فيه. واعتبرت المنظمة البيئية انه اراد على الارجح عبر ارسال الرسائل الملوثة "اثارة الهلع" فقط من دون ان يقصد القتل، وذلك للفت الانتباه الى مسألة الاسلحة الجرثومية وحمل السلطات على زيادة الموازنة المخصصة للبحوث في هذا المجال. واكدت "غرينبيس" انها استمدت معلوماتها من اعضاء في الوفد الاميركي المشارك في المؤتمر الخاص بتطبيق معاهدة الاممالمتحدة الموقعة عام 1972 والتي تحظر انتاج الاسلحة الجرثومية واستخدامها، ومن "باحثين مستقلين" شاركوا في المؤتمر الذي افتتح في 19 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في جنيف. ونقلت المجلة عن باربرا روزنبرغ الخبيرة الاميركية مستشارة الرئيس السابق بيل كلينتون والخبير الالماني يان فان اكين ان عصيات الجمرة الخبيثة التي كانت تحتويها الرسائل القاتلة "غير مرسلة بالتأكيد من الشرق الاوسط". ونسبت الى الخبيرين ان غبيرات الجمرة الخبيثة في الرسالة التي تلقاها الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ توماس داشيل، كانت مخلوطة بمادة مجففة تسمى "سيليكا" وهو اسلوب معتاد بالنسبة الى الباحثين الذين يعملون في البرنامج الاميركي لبحوث الاسلحة الجرثومية. في المقابل فان الباحثين في العراق ودول اخرى يستخدمون "البنتونيت" استنادا الى الخبيرين. واعتبرت روزنبرغ ان الباحث الاميركي لم يكن "اغلب الظن" يريد قتل اناس، حتى ان بعض رسائله كان يحمل اشارة تحذر من محتواها وتوصي بأخذ مضادات حيوية فوراً بعد التعرض لها. واضافت "غرينبيس" ان ارسال هذه الرسائل كان مقررا منذ زمن طويل واختيار التحرك بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر مباشرة كان مناورة لصرف الانتباه، والصاق التهمة بارهابيين. واصيب 18 شخصاً بمرض الجمرة الخبيثة في الولاياتالمتحدة منذ مطلع تشرين الاول اكتوبر، توفي خمسة منهم. الجمرة في تشيلي الى ذلك، أفاد مسؤولون أميركيون ان فحوصاً أُجريت على رسالة تحوي بكتيريا الجمرة الخبيثة أُرسلت الى طبيب في تشيلي، أظهرت ان البكتيريا تختلف عن تلك التي عُثر عليها في رسائل الجمرة في الولاياتالمتحدة. وقالوا ان اختبارات جديدة ستُجرى على الرسالة في تشيلي لمعرفة هل تلوّثت بطريقة ما خلال الفحوص التي أُجريت عليها. على صعيد آخر، أفادت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون انه في عصر الخوف من جرثومة الجمرة الخبيثة يمكن البريد الالكتروني ان يحل محل الرسائل وبطاقات التهنئة المرسلة من داخل الولاياتالمتحدة الى افراد الجيش الاميركي. وحدد البنتاغون موقعين على شبكة الانترنت لمن يرغب في تأييد اعضاء الجيش. وجاء في بيان للبنتاغون: "لاستقبال رسالة تأييد سيدخل افراد الجيش الى الموقع على الانترنت، ويختارون الرسائل الموجهة الى سلاحهم والولاية التي جاؤوا منها. ومن يبعثون برسائل ويرغبون في تلقي رد يمكنهم تضمين عنوان بريد الكتروني للرد عليه". واضاف ان برنامجين سابقين يسمحان للاميركيين بارسال رسائل تأييد الى أفراد الجيش عبر البريد العادي، تم تعليقهما الى موعد غير محدد بعد اكتشاف جرثومة الجمرة الخبيثة في خدمة البريد الاميركي. وافاد البيان ان برنامج "عملية العزيز ابي" الذي اسسه الكاتب الصحافي ابيغيل فان بورين كان يقوم بتوصيل البريد الى العاملين في القوات المسلحة خلال مواسم العطلات، لمدة زادت على 17 سنة. اما برنامج بريد "اي عضو عامل" فبدأ خلال الحشد العسكري لحرب الخليج عام 1991 واستمر ليتوسع خلال العمليات في البوسنة التي بدأت في 1995. في غضون ذلك، قال وزير الصحة والخدمات الانسانية الاميركي تومي طومسون ان الحكومة الاميركية امرت باعداد 155 مليون لقاح ضد الجدري، لتكوين مخزون يكفي لتحصين كل مواطن ضد احتمال استخدام المرض كسلاح جرثومي. وستتولى انتاج الجرعات شركتا "اكامبيس" و"باكستر انترناشونال" بتكلفة 428 مليون دولار، ومن المتوقع ان يتم التسليم خريف العام المقبل. وقال طومسون ان الامدادات الجديدة ستساعد الحكومة على تأمين 286 مليون جرعة، تكفي لتطعيم جميع الاميركيين اذا لزم الامر ضد المرض شديد العدوى، الذي يمكن ان يؤدي الى الوفاة.