} قُتل ناشطان من حركة "فتح" بانفجار عبوة ناسفة لم تتضح ملابساته في قرية بيت ايبا قرب نابلس شمال الضفة الغربية. وانضم طفل فلسطيني سادس الى الأطفال الشهداء من عائلة الأسطل الذين ودعتهم مدينة خان يونس أمس في جنازة مهيبة خيّمت عليها مشاعر الصدمة، فيما بدأت تتكشف صحة الرواية الفلسطينية أن الأطفال الخمسة قتلوا في انفجار لغم زرعه الجيش الاسرائيلي. أفادت مصادر طبية وشهود ان ناشطين من حركة "فتح" قتلا بانفجار عبوة ناسفة لم تتضح ملابساته في قرية بيت ايبا غرب نابلس شمال الضفة الغربية. وقالت ان "محمد سالم سماعنه 21 عاما ومحمد ابراهيم سماعنه 21 عاما نقلا الى مستشفى رفيديا ... وعثر على جثتيهما في قرية بيت إيبا في منطقة خاضعة للسيطرة الامنية الاسرائيلية. وأمر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر بفتح تحقيق في ملابسات مقتل الاطفال الخمسة في خان يونس، عشية وصول "طاقم السلام" الأميركي إلى المنطقة والذي خفضت إسرائيل من سقف التوقعات في شأن إنجاز مهمته. وسادت حال من الصدمة والغضب في الشارع الفلسطيني حزناً على أطفال خان يونس الذين استشهدوا في عملية قتل طاولتهم بينما كانوا في طريقم الى مدرستهم عندما انفجر لغم ارضي وحول اجسادهم اشلاء. وخرجت خان يونس للمشاركة في تشييع الشهداء الخمسة قبل ان يسقط طفل آخر هو وائل علي 15 عاما شهيداً في يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان. وعلى رغم ان كبار السن من المشاركين في الجنازة دعوا الى عدم الاشتباك مع قوات الاحتلال في موقع عسكري قريب، بدت شحنة السخط على هذا الموقع أقوى من صوت الكبار فاشتبك الشبان بحجارتهم مع الجنود ورشقوا الدبابات بحجارة لم تصلها، لكن النار المقابلة أصابت الطفل وائل في رأسه لتتركه يسبح في بركة من الدماء. ولم يكف المشاركون في الجنازة عن الحديث عن كيف امتزجت بقايا الكتب والحقائب المدرسية مع اشلاء ودماء الاطفال في يوم وصفه سكان المدينة بأنه "حالك السواد". ولمح اكثر من مسؤول إسرائيلي على المستويين العسكري والسياسي الى مسؤولية الجيش عن الجريمة التي وقعت في خان يونس قرب المسلك الذي يستخدمه تلامذة مدرسة عبدالله الصيام للوصول الى صفوفهم. وارتفعت اصوات في اليسار تطالب ب"خلع الاقنعة" كما قال وزير المواصلات افرايم سنيه وبمحاكمة المسؤولين عن "الاهمال او التصرف الخاطئ" اذا وقع، فيما تساءل زعيم حزب ميرتس اليساري يوسي سريد بسخرية ان كان مقتل الاطفال الثلاثة عبر زرع لغم مضاد للافراد في طريق مدرستهم يندرج في إطار سياسة "القتل المستهدف"، وهو التعبير الذي تستخدمه اسرائيل لوصف عمليات الاغتيال التي تنفذها ضد الفلسطينيين. وكانت مصادر اسرائيلية نقلت عن مسؤول كبير في الجيش ان الانفجار الذي اودى بحياة الاطفال الخمسة "ربما نجم عن لغم" زرعته القوات الاسرائيلية في المنطقة في الليلة التي سبقت استشهادهم. وكانت مصادر فلسطينية اكدت ل"الحياة" ان جرافة اسرائيلية تصاحبها دبابة ودورية اقتحمت المنطقة المذكورة والتي تبعد مئات الامتار عن المدرسة في ساعات الليل ويبدو انها زرعت اللغم كمينا للمقاتلين الذين يطلقون النار باتجاه معسكر الجيش. واعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتراف اسرائيل بمسؤوليتها عن الجريمة تأكيدا لان الجيش "يتستر" على الوقائع، اذ أعلن عدم اطلاق أي قذائف مدفعية باتجاه المنطقة. الى ذلك، اصيب سبعة مواطنين بالرصاص المعدني وعشرات آخرين بحالات اختناق من الغازات التي اطلقها الجنود خلال مواجهات حامية مع الشبان على المدخل الشمالي لمدينة البيرة. ومنعت القوات الاسرائيلية آلاف المصلين من الوصول الى الحرم القدسي لاداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان. ورفض الجنود السماح للشبان المقدسيين من الدخول، فيما تولت الحواجز المنتشرة على تقاطعات الطرق وفي مداخل المدن مهمة منع الفلسطينيين من باقي مدن الضفة من الوصول الى القدس نفسها. و رغم ذلك، صلى اكثر من 50 الف فلسطيني في الاقصى.