حمّلت القوى الاصولية الباكستانية الرئيسين برويز مشرف وبرهان الدين رباني مسؤولية مصير المتطوعين الباكستانيين والعرب المحاصرين مع مقاتلي حركة "طالبان" في قندوز شمال أفغانستان، منذ أكثر من أسبوعين. وقال رئيس مجلس الدفاع عن أفغانستانوباكستان مولانا سميع الحق في بيان أصدره أمس إن "مصير مئات الآلاف من الشماليين اللاجئين في باكستان سيكون في خطر، إذا أقدمتم على قتل المحاصرين من العرب والأفغان والباكستانيين". ويقود سميع الحق مجلساً إسلامياً يضم أكثر من 35 منظمة سياسية وإسلامية باكستانية. كذلك حمّل مفتي باكستان نظام الدين تشامزي الرئيس مشرف مسؤولية المحاصرين في قندوز، ورأى أن "على الاممالمتحدة والحكومة الباكستانية فعل شيء ما لانقاذهم قريباً، والا فستشهد قندوز حمام دم، وسيحصل رد فعل عنيف هنا ضد الحكومة العسكرية الباكستانية، لن تتمكن من ضبطه". معلوم أن آلافاً من المقاتلين الباكستانيين إضافة إلى أكثر من ألف متطوع عربي محاصرون في قندوز. وتتخوف الأوساط الباكستانية من أن يؤدي قتلهم إلى حال من الاضطراب في باكستان والثأر من اللاجئين الأفغان الشماليين، بعدما طلب من بعضهم المقيم في مناطق القبائل الباكستانية المغادرة من مناطقهم بسبب الأوضاع في أفغانستان. وشدد وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار والناطق باسم الخارجية عزيز خان في مؤتمرين صحافيين على ضرورة التزام "تحالف الشمال" القوانين الدولية المرعية في هذا المجال، خصوصاً في شأن معاملة الأسرى. وكانت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ماري روبنسون دانت "أحكام إعدام من دون محاكمة بحق أشخاص ألقوا السلاح"، نفذها "تحالف الشمال". لكن مراقبين يعتقدون أن واشنطن لا تعتبر نفسها معنية بالموضوع، بعدما أكد قائد القوات الأميركية ضرورة أن يستسلم مقاتلو "طالبان" وأنصارهم إلى "تحالف الشمال"، والاستمرار في مطاردة فلولهم حتى القضاء عليهم. وجاء رفض الأممالمتحدة لعب دور في استسلام هؤلاء المحاصرين ليعزز اقتناعاً بأن واشنطن غير راغبة في استسلامهم لسلطة تابعة للأمم المتحدة، كما عرضوا بأنفسهم، وترافق ذلك مع رفض اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعب دور في هذه القضية.