صدفة؟ ضربة حظ؟ ربما الاثنتان معاً، المهم ان الفيلم الأخير للإيراني محسن مخملباف يحمل عنواناً يكفي في حد ذاته لاجتذاب المتفرجين إذ بدأت عروضه في فرنسا، وغيرها. العنوان هو "قندهار". وقندهار هو طبعاً اسم المدينة الأفغانية التي صارت الأشهر في العالم هذه الأيام: لأنها عاصمة جماعة "طالبان" - على رغم ان العاصمة الأفغانية الحقيقية هي كابول - ولأنها المدينة التي تقصفها الطائرات الأميركية، ضمن إطار الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على الإرهاب، رداً على نسف برجي مركز التجارة العالمية والبنتاغون، والتي تتهم به جماعة "القاعدة" التي تتمركز، ايضاً، في قندهار وحولها. مخملباف، كان حقق فيلمه العام الماضي. والفيلم الذي عرض في مهرجان "كان" الأخير، قبل اشهر، لا علاقة له، طبعاً، بالقصف الأميركي، لكن له علاقة مباشرة بقضية الإرهاب والحكم المتزمت الذي تمارسه جماعة "طالبان" في افغانستان، ولا سيما بقضية المرأة واضطهادها. ومن هنا الاهتمام العالمي العريض الآن، بفيلم يحكي عن "نفس" الصحافية الأفغانية التي تعيش في كندا، وتتلقى ذات يوم رسالة استنجاد من اختها المقيمة في قندهار، تقول فيها انها إن لم تنقذها من مصيرها المظلم، سوف تنتحر. والفيلم، الذي صور على اية حال في ايران، وليس في قندهار، يروي حكاية السفر الذي تقوم به نفس "الى بلاد الظلام" بحسب تعبير الكاتبة نيلوفار بازيرا، بطلة الفيلم وصاحبة قصته، التي صارت اليوم، بفضل الفيلم كما بفضل الأحداث الجارية، نجمة عالمية تتسابق الصحافة الى التحدث إليها، فتستفيد هي من الفرصة للدفاع عن قضية نساء بلدها - افغانستان - اللواتي وقعن ضحية تزمت الحكم "الطالباني".