سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"طالبان" تعلن وواشنطن تنفي إسقاط طائرة وأسر أميركيين . الغارات تقطع الاتصال بين ملا عمر وقواته ... والكهرباء عن قندهار وتركيا ترسل 90 من قواتها الخاصة الى أفغانستان لدعم المعارضة
} باتت تركيا الدولة الاسلامية الاولى التي تقرر ارسال قوات برية الى افغانستان، اذ أعلنت أنقرة انها سترسل 90 جندياً من القوات الخاصة لمساندة وتدريب قوات "تحالف الشمال" المعارضة. ومع اختتام الغارات الجوية الاميركية اسبوعها الرابع أعلنت "طالبان" امس انها تعتقل عدداً من الاميركيين لم تحدد هويتهم، وانها اسقطت طائرة قرب مدينة مزار الشريف الاستراتيجية وذلك بعد ثلاثة ايام من قصف عنيف استهدف مواقع الحركة على خطوط المواجهة مع المعارضة. وأعلن البنتاغون ان غاراته ادت الى قطع الاتصالات بين قوات "طالبان" وزعيمها ملا محمد عمر مما انعكس ارتباكاً في الاداء العسكري للحركة. كابول، إسلام آباد، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن ملا عبد السلام ضعيف سفير "طالبان" لدى باكستان ان الحركة تحتجز عدداً من الاميركيين. وقال خلال مؤتمر صحافي: "لدينا بعض المواطنين الاميركيين. لقد اعتقلوا. ولا تعرف هويتهم حتى الآن، والتحقيق معهم جار". وأوضح انه لا يعرف متى، وكيف احتجزت "طالبان" الاميركيين. وكانت تقارير اعلامية ذكرت ان بعض الاميركيين اعتقلوا مع الزعيم المعارض عبد الحق الذي دخل افغانستان سراً لاثارة تمرد، واعدمته "طالبان" بعد محاكمته محاكمة عاجلة. وأعلنت "طالبان" ايضاً انها أسقطت طائرة اميركية، لم تحدد نوعها، غرب مزار الشريف شمال افغانستان. وأفادت مصادر للحركة في جلال اباد شرق افغانستان ان الطائرة اصيبت بالمضادات الارضية، وتحطمت في شار بولاق في اقليم بلخ شمال على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة مزار الشريف. وخلافاً لما أكدته "طالبان" نفت ناطقة باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون اسقاط اي طائرة اميركية في افغانستان. ويبدو ان الموجة الثالثة من الضربات منذ الاحد الماضي هي الاقوى، اذ ان دوي الانفجارات سمع في خواجا بهاء الدين التي تبعد 25 كيلومتراً عن الجبهة، وأدى الى اهتزاز زجاج المنازل فيها. وأفادت "طالبان" أمس ان اكبر محطة توليد كهرباء في افغانستان تعطلت جراء القصف الأميركي مما أدى الى انقطاع التيار عن مدينتي قندهار جنوب شرق والاشغر جاه. وتقع المحطة على بعد 90 كيلومتراً شمال غرب قندهار، قرب أكبر سد في افغانستان يحمل الاسم ذاته. وفي واشنطن، أكدت وزارة الدفاع البنتاغون استخدام طائرات من طراز "بي - 52" لالقاء قنابل على مواقع "طالبان". وقال الاميرال جون ستافلبيم المدير المساعد للعمليات في هيئة أركان الجيوش الاميركية "هذا جزء من حملتنا ومن قدراتنا". وأكد البنتاغون ايضاً ان القصف الاميركي دمر وسائل الاتصالات، لدرجة ان قوات "طالبان" تعاني صعوبة بالغة في الاتصال مع قائدها الاعلى الملا محمد عمر. وصرح ستافلبيم: "ان هذا الوضع يرهقهم، خصوصاً في طلب تعزيزات في العديد والعتاد. وأضاف: "اعتقد بأن هذا الامر يشكل ضغطاً رهيباً على قدرتهم العسكرية، لأن قادة المناطق الذين اعتادوا على تلقي الاوامر من قادتهم، لا يستطيعون على الارجح الحصول عليها الآن". وعرض الاميرال صور "فيديو" للعمليات الاخيرة، مشيراً الى معسكر للتدريب قرب قندهار تابع لشبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وعلق قائلاً: "تستخدم القاعدة هذه المنشآت لتدريب الارهابيين على عمليات حربية تنفذها مجموعات صغيرة. لقد دمر قسم كبير من هذه المنشآت او تضرر كثيراً خلال 15 يوماً من القصف". وفي مواجهة الشكوك المتصاعدة حول فعالية استراتيجيتها، تؤكد وزارة الدفاع الاميركية في الايام الاخيرة ان الميليشيا الاسلامية الحاكمة في كابول فقدت كثيراً من التنظيم جراء القصف المتواصل. وكرر الاميرال ان القصف المتواصل للانفاق والمغاور يهدف الى حرمان قادة "طالبان" و"القاعدة" من اي ملجأ. ونفى "البنتاغون" ان تكون طائرة حربية اميركية قصفت أول من أمس عيادة لجمعية الهلال الاحمر في افغانستان قائلا ان قنبلة زنتها 907 كيلوغرامات، أصابت "هدفاً ارهابياً مشروعاً" في قندهار. وأضاف ان مستشفى ومبنى للهلال الاحمر قرب الهدف لم يصابا بسوء في الهجوم الذي نفذ بقنبلة موجهة عن طريق الاقمار الاصطناعية. قوات تركية خاصة في أنقرة، صادق الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر على مرسوم يقضي بارسال 09 عنصراً من القوات الخاصة التركية الى شمال افغانستان بهدف تدريب قوى "تحالف الشمال" المعارض. وأصدر مجلس الوزراء التركي بياناً فصل فيه اسباب ارسال هذه القوة الخاصة والمهمة المنوطة بها، الا ان المهمات التي انيطت بهذه القوة جاءت أوسع وأشمل مما كان ينتظر بحسب تصريحات المسؤولين الاتراك. اذ ذكر البيان ان القوات التركية ستقوم بتوجيه قوات التحالف وتدريبها على استقاء المعلومات الاستخباراتية على الارض من اجل الاعداد للهجوم البري، وكذلك الاشتراك في عمليات الانقاذ وتوزيع المساعدات الانسانية وحماية المدنيين واخلاء المناطق السكنية في حال الضرورة، إضافة الى المساعدة على تشكيل الحكومة بعد اسقاط حكومة "طالبان"، التي ستضم، بحسب البيان، كل الاعراق والاثنيات الافغانية من دون استثناء. وتشمل مهام القوات التركية ايضاً تأمين الاستقرار والسلام، مما قد يدفع تركيا الى ارسال قوات اضافية مستقبلاً لتشكيل قوة لحفظ السلام في افغانستان، وهو الأمر الذي ابدت انقرة استعدادها القيام به في مقابل شروط مالية، على ان تلتزم الأممالمتحدة تمويل القوة. ولم تحدد الحكومة التركية موعداً لذهاب تلك الفرقة الخاصة الى افغانستان، واختتم البيان بعبارة ان القوات التركية لا تهدف الى القتال ضد الشعب الافغاني، وانما تستهدف محاربة الارهاب ومساعدة الافغان على الخروج من دوامة الحرب. وبهذا القرار التركي تكون أميركا ضمنت الحصول على مكسب سياسي في اطار التأكيد على ان حربها في افغانستان ليست حرباً ضد الاسلام وانما حرب ضد الارهاب بدليل مشاركة قوات تركية مسلحة الى جانب التحالف. ويرى مراقبون محليون ان انقرة تسعى الى الحصول على دعم واشنطن بأي وسيلة والظهور بصورة الحليف الوفي، وذلك من اجل التصدي لمشكلات حقيقية ستواجهها تركيا مع الاتحاد الاوروبي العام المقبل، حيث سيحاول الاتحاد حسم موضوع ضم قبرص الى الاتحاد واعلان تشكيل قوة تدخل سريع اوروبية تستفيد من خصائص خدمات الحلف الاطلسي من دون الرجوع الى تركيا وهما الامران اللذان ترفضهما انقرة وبشدة. وفي طوكيو، ذكرت وكالة "كيودو" أمس ان اليابان قررت نشر سفن عسكرية في المحيط الهندي لدعم العمليات العسكرية الاميركية في افغانستان. وأوضحت الوكالة ان طوكيو تعتزم تقديم الف جندي وسفينة تزويد المحروقات وثلاث او اربع مدمرات. وكان البرلمان الياباني أقر نهائياً قوانين جديدة تمهد الطريق لارسال قوات يابانية لتقديم دعم لوجستي للحملة الاميركية المذكورة.