أسدلت محكمة أمن الدولة أمس الستار على قضية "قوم لوط الجدد" التي ضمت 52 شخصاً اتهموا ب"ازدراء الأديان وممارسة الفجور". وقضت المحكمة بالسجن والأشغال الشاقة 5 سنوات لمتهم وثلاث سنوات لآخر والاشغال الشاقة لسنتين ل20 متهما،ً وسنة لمتهم، وبرأت 29. وكانت القضية حظيت باهتمام بالغ في الأوساط الغربية منذ القبض على المتهمين في آيار مايو الماضي حين أصدرت منظمات حقوقية وجماعات للشواذ في اميركا وأوروبا بيانات، طالبت باتخاذ اجراءات ضد الحكومة المصرية لإقدامها على توقيف المتهمين وحبسهم ومحاكمتهم وفقاً لأحكام قانون الطوارئ. وكانت المحكمة عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد عبدالكريم وسط إجراءات أمنية شديدة، وأحاطت ثماني سيارات مصفحة بمقر المحكمة الذي يقع في حي باب الخلق وسط العاصمة، فيما انتشر داخل القاعة جنود الأمن المركزي، ودخل المتهمون قفصاً حديداً وهم يغطون وجوههم بملابسهم أو بأيديهم لتفادي كاميرات المصورين، ولم تستمر الجلسة سوى دقائق معدودة، أعلن خلالها القاضي الأحكام بسرعة ولم يكن صوته مسموعاً ما تسبب في هياج من المتهمين الذين كان أهلهم يبلغونهم الأحكام. وتعود وقائع القضية إلى آيار مايو الماضي حين ألقت السلطات القبض على غالبية المتهمين في باخرة نيلية. وجاء في التحقيقات أنهم كانوا يمارسون الفجور. ونسبت النيابة إلى المتهمين أنهم "سلكوا سلوك قوم لوط"، وأوضحت أن المجتمع الشرقي "يدين الشذوذ والانحراف الذي يدينه الدين الإسلامي الحنيف وسائر الأديان السماوية الأخرى"، وحذرت من أنه إذا تمكن ذلك الداء من مجتمع "فإنه يكون نذير هلاكه". واعتبرت أن المتهمين "لم يقتصر ظلمهم على ممارسة اللواط وحسب بل أساؤوا إلى نبي الله لوط ووصفوا الديانات السماوية بأنها جراحات فشلت في تزيين البشرية وأنكروا الصلاة المعلومة من الدين بالضرورة وجعلوا الممارسات الشاذة من شعائرهم مما حدا برجال أمن الدولة إلى متابعتهم حيث تأكد لهم أن المتهم الأول شريف فرحات يدعو إلى ازدراء الأديان وأنه أنشأ "وكالة الله رب الجنود". وكانت أجهزة الأمن ضبطت في منزل فرحات 10 صور من كتاب ألفه بعنوان "وكالة الله في الأرض" وصوراً جنسية شاذة وصوراً للمتهم في القدس والأراضي المحتلة ونشيد دولة إسرائيل وتهنئة له بالعيد الخمسين لإنشاء دولة إسرائيل. وكان لافتاً وجود ممثل عن "الجمعية الدولية للشواذ جنسياً" وهو سكوت لونج بين الحضور في جلسة أمس وأدلى بتصريحات للصحافيين وندد بالأحكام، واعتبر أن الحكومة "تستغل الدين في محاولة اضطهاد المتهمين".