حذرت باكستان أمس من دخول قوات "تحالف الشمال" الافغاني المعارض الى كابول، مشددة على عدم وجوب سيطرة اي مجموعة او فصيل عليها. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية عزيز احمد خان ان "الموقف الباكستاني يتمثل برفض سيطرة اي فصيل او مجموعة مهما كانت على كابول" في وقت تتوجه قوات المعارضة الى العاصمة الافغانية. وقال خان ان "الادارة التي ستسيطر على كابول يجب ان تكون مقبولة من جميع الافغان"، مذكراً ب"تجارب الماضي". وكانت كابول شهدت بين 1992 و1996 فوضى وقتالاً بين فصائل متنافسة خلال حكم المجاهدين الذين يشكلون اليوم "تحالف الشمال". وتشدد اسلام اباد منذ بدء العملية العسكرية ضد افغانستان على قيام "حكومة صديقة" في العاصمة. اذ تخشى باكستان التي تضم مجموعة كبيرة من اتنية البشتون من قيام ادارة تقتصر على فصائل الطاجيك والهزارة والاوزبك، وهي الفصائل الثلاثة الرئيسية في تحالف الشمال. فيما تتحدر غالبية ناشطي "طالبان" التي حظيت سابقاً بدعم باكستان من البشتون. وفي باريس، جدد وزير الدفاع الفرنسي التأكيد ان "ليس من مصلحة المجموعة الدولية بأسرها ان يتولى تحالف الشمال تسيير الدفة لوحده" في افغانستان. وأبلغ شبكة التلفزيون العامة "فرانس - 2" ان "مصلحة المجموعة الدولية تكمن بالتأكيد في تعويض طالبان بنظام آخر ... ولذلك ينبغي اضعافهم لتسهيل المرور الى تركيبة سياسية اخرى، لكن ليس من مصلحة المجموعة الدولية بقاء تحالف الشمال وحده في تسيير الدفة". ووصف فكرة تقدم سريع لقوات "تحالف الشمال" بأنها "احساس كاذب". واعتبر وزير الدفاع الفرنسي "ان الاستيلاء على كابول يمثل في حال تحققه مواجهة اكثر اتساعاً"، مشيراً الى "ان الولاياتالمتحدة لا تستهدف، اليوم، استيلاء سريعاً على كابول لأن ذلك قد يمثل تناقضاً حقيقياً مع تشكيل سياسي جديد متعدد الاتنيات". وقال "ان المشكلة تتمثل في جمع القوات وجعلها تتواءم". وعلى صعيد التحالف الدولي المناهض للإرهاب، أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن تقديره للدور الذي لعبه وزير الخارجية الإيطالي ريناتو روجيرو من اجل ضمان مشاركة ايطاليا في قوات التحالف الدولية، وجاء ذلك على لسان الرئيس الأميركي في تصريحاته التي أدلى بها في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. وفيما تنظر الأوساط الرسمية الإيطالية بنوع من القلق حول مجريات المعارك في افغانستان، ووصول قوات التحالف الشمالي الى مشارف العاصمة الأفغانية كابول، قال وزير الخارجية الإيطالي: "إن التقدم السريع لقوات التحالف والقوات المؤازرة لها، لا تثير قلق باكستان فحسب بل قلق المجتمع الدولي بأسره"، وذلك "لأن هناك مخاوف حقيقية من حدوث أعمال عنف وأن تتعرض حقوق الإنسان والمدنيين الأفغان الى الانتهاك". وأعلن في روما امس عن ان "المرحلة الأولى من المساهمة الإيطالية في الحرب ضد الإرهاب قد بدأت بالفعل من خلال انطلاق إحدى القطع البحرية الإيطالية باتجاه ميناء تارانتو بجنوب إيطاليا للقاء حاملة الطائرات "غاريبالدي" والتوجه معاً الى المحيط الهندي. وبدأت "غاريبالدي" امس ايضاً بتحميل المقاتلات الإيطالية على متنها للمشاركة، وهي عبارة عن عشر مقاتلات تورنادو ذات التحليق والهبوط العمودي. ويتوقع ان يعطي وزير الدفاع الإيطالي انطونيو مارتينو اشارة البدء لانطلاق القطعات الإيطالية قبل عطلة نهاية الأسبوع. وتشير مصادر وزارة الدفاع الإيطالية "على رغم ان انطلاق القطعات الإيطالية وهي المشاركة الفعلية الأولى من نوعها له أثر رمزي كبير، فإن الخيارات الحقيقية ستكون مختلفة وتتلخص في النوعية التي ستتم فيها تنفيذ عملياتنا". وفي لندن، أعلنت الحكومة البريطانية أمس ان تحالف الشمال مستعد لاحترام توصيات الحلفاء في ما يتعلق بعدم الاستيلاء على كابول طالما لم تتشكل بعد حكومة ائتلافية. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء توني بلير ان قوات تحالف الشمال "تتقدم الى كابول، ولكنها مستعدة تماماً لاتباع التوجيهات التي تقدم اليها في ما يتعلق بتحديد مدى تقدمها".