} أطلقت المعارضة البيلاروسية حملة شعواء ضد الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، واتهمت رجال الشرطة باستخدام القوة لتفريق متظاهرين، فيما دعا سيناتور أميركي الى منح المعارضة 30 مليون دولار للعمل ضد رئيس الدولة. وقال ل"الحياة" مسؤول بيلاروسي ان مينسك تستغرب "توقيت" الهجوم الجديد، الذي قال انه "غير مبرر اطلاقاً". نفّذ اعضاء "الجبهة الشعبية" المعارضة في بيلاروس اعتصاماً امس، وأقاموا مخيماً ووضعوا صلباناً خشباً. واعترضوا بولدوزرات كانت تحاول العمل على توسيع طريق السيارات الدائري حول العاصمة وإصلاحه، بحجة ان المنطقة تضم مقابر دفن فيها عدد من الذين أعدموا اثناء تصفيات سياسية جرت في الثلاثينات من القرن الماضي. إلا ان ديمتري باتون الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أبلغ "الحياة" ان السلطات كانت قبل بدء الاعمال اتصلت بمعهد التاريخ ولجنة حماية الآثار والجمعية المسيحية "كوراباتي" وحصلت منها جميعاً على افادات ان المنطقة خالية من اي مدافن. وأضاف: "ان محاولات الاقناع والمحاججة لم تثن القيّمين على الاعتصام، الذين سعوا الى عرقلة العمل". وذكر "ان السلطة احتجزت فعلاً بضعة اشخاص، أطلق سراحهم بعد تسجيل افاداتهم". وأشار خبير روسي في الشؤون البيلاروسية الى ان "الجبهة الشعبية" تحاول استعادة شعبيتها، مشيراً الى "ان مرشحيها لم يحصلوا اثناء الانتخابات الرئاسية في ايلول سبتمبر الماضي، إلا على اقل من خمسة في المئة من الأصوات، في مقابل 75 في المئة للوكاشنكو". غير ان "الجبهة" والمعارضة عموماً تحظى بدعم واسع من الولاياتالمتحدة ومن "الليبراليين" الروس الذين يلومون لوكاشنكو لأنه لم يسمح بإجراء "خصخصة" كالتي اجريت في روسيا وأدت الى كارثة كبرى. وتزامنت النشاطات الاخيرة للمعارضة مع اعلان السيناتور الاميركي جيسي هيلمز نيته تقديم مشروع قانون يقضي بمنح المعارضة البيلاروسية 30 مليون دولار. ونقلت اذاعة "ليبرتي" الاميركية التي تبث باللغتين الروسية والبيلاروسية عن هيلمس قوله ان لوكاشنكو "مهووس ... بإحياء الاتحاد السوفياتي". ولعل هذا واحداً من الاسباب الحقيقية لعداء واشنطن "المزمن" للوكاشنكو الذي كان في عام 1991 النائب الوحيد الذي صوّت في البرلمان البيلاروسي ضد قرار تفكيك الدولة السوفياتية. وعمل بإصرار من اجل اقامة علاقات فيديرالية وكونفيديرالية مع روسيا، وأشار الى ان مصالح بلاده لا ينبغي ان "تتطابق" بالضرورة مع آراء القيادة الأميركية او "نصائح" صندوق النقد الدولي. وأعرب ديبلوماسي بيلاروسي تحدثت اليه "الحياة" عن استغرابه لتصريحات هيلمس، وقال: "انها دفعة اخرى من العداء". وأضاف: "انها تثير الأسف لدى مينسك، خصوصاً أنها تصدر في وقت تدّعي الولاياتالمتحدة انها تريد توسيع الائتلاف الدولي المناوئ للارهاب".