في أول لقاء روسي - عربي منذ الهجمات على نيويوركوواشنطن في 11 أيلول سبتمبر الماضي، بدأ امس رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري زيارة رسمية لموسكو تستمر ثلاثة ايام، وتتوّج بلقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين، على ان ينتقل منها الى الرياض في زيارة خاصة يلتقي خلالها كبار المسؤولين السعوديين. ويتطلع الحريري، الذي يرافقه وزراء الطاقة محمد بيضون، والاقتصاد باسل فليحان والثقافة غسان سلامة، الى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع روسيا، وسيطلع على وجهة نظر موسكو ازاء التطورات في الشرق الاوسط، وموقفها من الحرب الاميركية على افغانستان، لما لديها من محاذير ومخاوف، تتعلق بالوجود العسكري الاميركي في اوزبكستان وطاجيكستان. وقال مصدر ديبلوماسي عربي ل"الحياة" ان "اوزبكستان وطاجكستان هما الحديقة الخلفية لروسيا، ولا يجوز التفريط بهما لمصلحة بقاء هذا الوجود الى أمد طويل". ويأمل الحريري بأن تنتهي الزيارة الى موقف روسي داعم لوجهة النظر العربية القائلة بضرورة استئصال جذور الارهاب اينما كان، خصوصاً "الارهاب الاسرائىلي المستمر"، إضافة الى تأمين ضغط دولي لاعادة تحريك العملية السلمية في الشرق الأوسط. ويطمح الى تحقيق توازن في التعاون الاقتصادي، لجهة زيادة الصادرات اللبنانية الى روسيا، والتي لا تزيد قيمتها على مليون دولار سنوياً في مقابل استيراد لبنان ما قيمته 215 مليون دولار من البضائع الروسية. وسيقترح انشاء معرض دائم للمنتجات الروسية في بيروت وإقامة سوق حرة مشتركة. وأوضح عضو في الوفد اللبناني ل"الحياة" ان الجانب اللبناني سيطرح على الحكومة الروسية تنفيذ مشروعي سدي بسري في الجنوب والعاصي في البقاع من خلال الشركات الروسية. ولفت الى ان رجال الاعمال الروس طرحوا على الحريري استعدادهم لاصلاح مصفاتي النفط في الزهراني وطرابلس وانشاء خط انبوب الغاز بين سورية ولبنان، اضافة الى مساهمة الحكومة الروسية في نزع الالغام الاسرائىلية في جنوبلبنان. وزار الحريري أمس مفتي روسيا الشيخ راوي عين الدين، وقال: "تحدثنا عن ضرورة أن يتولى القادة الروحيون للمسلمين اظهار حقيقة الاسلام وتسامحه، وهو دين المحبة والإخاء والتضامن. وتوافقنا على ان هناك مسؤولية كبيرة لدار الافتاء في عموم روسيا، لتوعية المسلمين والمسيحيين بضرورة العمل يداً واحدة مع الدولة الروسية للحفاظ على الأمن ليس فقط في روسيا بل في كل انحاء المنطقة". والتقى رئيس الحكومة اللبنانية في مقر اقامته في فندق ماريوت الكبير زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف وعرضا الوضع في المنطقة. بري و"إرهاب الدول" في بيروت اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري "ان لا إرهاب للجماعات والأفراد إلا نتيجة لإرهاب الدول". وأضاف: "ما دام التحرك الدولي خارج اطار هذا التعريف وهذه المواجهة، سيبقى قاصراً عن بلوغ اهدافه". ونقل نواب عن بري قوله في اطار لقاء الأربعاء الاسبوعي، انه أكد هذا الموضوع خلال لقائه وزير الخارجية الكندي جون مانلي. وتطرق بري والنواب الى الأوضاع الاقليمية والدولية، فأكد "الحاجة الى الانتقال في الخطاب العربي واللبناني من مجرد الاكتفاء بالدعوة الى التمييز بين المقاومة والارهاب، الى التمسك بتعريف عالمي موحد للارهاب يحمل هذا التمييز، وقاعدته تقديم مواجهة ارهاب الدول على ارهاب الجماعات والأفراد". ورأى الرئيس السابق امين الجميل ان "لا شيء بعد 11 أيلول سيكون كما كان قبله"، متمنياً "ألا تظل شؤون البلد تدار كما لو أن ما حدث في واشنطنونيويورك لم يحدث". وأعرب عن أمله بعد استقباله السفير المصري حاتم سيف النصر، بأن "لا يظل لبنان على هامش الأحداث وما تحمله من تحديات على كل المستويات". واعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة ان "افق المواجهة في أفغانستان هو أفق مغلق ومعقد، الأمر الذي يجعلنا نرفع الصوت عالياً من أجل تخفيف المعاناة عن المسلمين والمستضعفين ووقف العدوان وسحب القوات الاجنبية من تلك المنطقة". واكد نائب مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" احمد قمر "ان التهويل الاميركي ضد حزب الله لن يسقطنا أو يخيفنا". وقال: "ندرك ان للنصر ثمناً ونحن جاهزون لدفع هذا الثمن".