واشنطن - أ ف ب - تستأثر عودة اسطورة كرة السلة الاميركية مايكل جوردان عن اعتزاله هذا الموسم لخوض الدوري الاميركي للمحترفين الذي ينطلق اليوم بالأضواء، وذلك على رغم وجود نخبة من اللاعبين الذين طبعوا الدوري بطابعهم الخاص في الموسمين الماضيين بعد اعتزال "الساحر" وأبرزهم عملاقاً لوس انجليس ليكرز حامل اللقب شاكيل أونيل وكوبي براينت، وهداف فيلادلفيا سفنتي سيكسرز الوصيف ألن ايفرسون. وللمفارقة، فإن أونيل بالذات برز في شكل لافت في الوقت الذي كان فيه جوردان يعدّ الأيام المتبقية له مع فريقه السابق شيكاغو بولز الذي صنع له المعجزات، وقال الجميع في حينه ان أونيل سيكون خليفة جوردان "الطائر" في ملاعب السلة الاميركية. ومع ان اداء اللاعبين الكبيرين مختلف تماماً، حيث يلعب جوردان في مركز النجاح وأحياناً صانعاً للألعاب، في حين أن أونيل هو لاعب ارتكاز من الطراز النادر نظراً لطول قامته وبنيته البدنية القوية. ولكن أونيل بقي في ظل جوردان لأن الأخير تألق حتى الثواني الأخيرة التي كانت تفصله عن قرار اعتزاله للمرة الأولى، وكان يراقب من صفوف أورلاندو ماجيك في البداية تحركات جوردان كيف يدكّ سلة الفريق المنافس من كل ناحية، وحيث يصعب على أي لاعب أن يراقبه. وقاد جوردان شيكاغو الى ستة ألقاب في ثماني سنوات، وطبعاً بمساعدة لاعبين شكلوا ركيزة اساسية للفريق في ذلك الوقت منهم سكوتي بيبن وستيف كير صاحب الرميات الثلاثية القاتلة، وانضم اليهما لاحقاً المدافع "الشقي" دنيس رودمان. ويأمل جوردان في عودته الثانية ان يحقق انجازاً جديداً كما سبق ان فعل بعد عودته الأولى عندما نجح في قيادة شيكاغو الى اللقب، وما قدمه جوردان في الملعب يؤكد انه نقطة تحوّل مهمة على رغم الرقابة التي تفرض عليه، بدليل ان شيكاغو كان عاجزاً عن التأهل للنهائيات في غيابه، وبعد اعتزاله بات محطة سهلة لجميع فرق الدوري الأخرى. وفي لمحة سريعة، بدأ جوردان 38 عاماً مسيرته الاحترافية عام 1984 عندما انضم الى شيكاغو بولز قادماً من فريق جامعة كارولاينا الشمالية إثر تألقه معه وقيادته الى احراز بطولة الجامعات عام 1982، وفي العام ذاته فاز مع منتخب بلاده بذهبية دورة لوس انجليس الاولمبية. وانتظر حتى عام 1991 مع شيكاغو ليحرز لقبه الأول في الدوري، ثم قاده الى الاحتفاظ به في السنتين التاليتين. وأحرز في الفترة ذاتها ذهبية دورة برشلونة الأولمبية مع الفريق "دريم تيم". واعتزل جوردان للمرة الأولى عام 1993 لكنه عاد عام 1995 بعدما فشل في تجربة احتراف لعبة البيسبول، وقاد شيكاغو الى اللقب ثلاث مرات على التوالي وللمرة السادسة في ثمانية مواسم، ثم اعتزل ثانية في نهاية عام 1998. واتجه جوردان الى فريق واشنطن مساهماً فيه، الى أن عاوده الحنين الى العودة واتخذ قراره بعودة ثالثة مع فريق جديد هذه المرة على أمل ان يزيد اسطراً لا تمحى في السجل الذهبي للبطولة. وخاض النجم الاميركي مباريات ودية عدة مع واشنطن وكانت ارقامه في تصاعد مستمر حتى انه في بعضها ذكّر بأيام مجده مع شيكاغو عندما تخطى حاجز الأربعين نقطة، ويتعين عليه بذلك جهود جبارة لأن التشكيلة الحالية قد لا تساعده كثيراً على الظفر باللقب، وأصدق دليل على ذلك فوز الفريق بمباراتين اعداديتين من أصل ثمانٍ، لكن وجود جوردان كان كافياً في كل مرة لملء المدرجات. في المقابل، خرج أونيل من ظل جوردان بعد أيام من اعتزال الأخير، ونضج بما فيه الكفاية لمقارعته حالياً، وستكون الفرصة سانحة له لتأكيد نجوميته بعدما اختير أفضل لاعب مؤثر في العام الماضي في الدور الأول وفي الأدوار النهائية، وبات ثالث لاعب في الدوري يجمع بين اللقبين في موسم واحد بعد جوردان وكارل مالون لاعب يوتا جاز.