قال مسؤول رفيع المستوى في الأمن الوطني الجزائري أن عددا من عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة الجزائرية الموجودين في الخارج يسعون إلى دخول الجزائر بكل الطرق. وقدر المسؤول الجزائري الذي كان يتحدث إلى "الحياة" على هامش اليوم البرلماني للأمن الوطني أن "الكثير من عناصر الجماعات الإرهابية يشعرون بضغط الأجهزة الأمنية الأجنبية ويريدون العودة إلى الجزائر". ولاحظ أن الهجمات التي هزت الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر الماضي "أثرت بشكل كبير على حرية التنقل التي كان يتمتع بها عناصر الجماعات". واعترف بأن محققين أميركيين زاروا الجزائر أخيرا للتعرف على الخبرة الجزائرية. وكشف المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي أمام أعضاء لجنة الدفاع الوطني أمس معلومات تتعلق بتطور أعمال العنف خلال السنة الجارية. وأكدت الأرقام الرسمية للأمن الجزائري وقوع 54 مجزرة جماعية راح ضحيتها 503 أشخاص بينهم 418 قتيلا و 76 جريحا و تسع نساء خطفن على يد عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة. ويشير التوزيع الجغرافي للمجازر الجماعية في الولايات الى أن أعلى نسبة من هذه المجازر كانت في وسط البلاد التي لا تزال تحت ضغط عناصر الجماعة المسلحة التي يقودها عنتر الزوابري، إذ لا تزال منطقة "مثلث الموت" على رأس هذه المناطق وشهدت ولاية المدية 13 مجزرة خلال الشهور التسعة الماضية خلفت 91 قتيلا. وجاءت ولاية الشلف 250 كيلومترا غرب في المرتبة الثانية بثماني مجازر جماعية خلفت 82 قتيلا. أما ولاية البليدة فجاءت في المرتبة الثالثة وسجلت سبع مجازر خلفت 83 قتيلا. وأشارت مخططات بيانية عرضتها مصالح الأمن الوطني إلى سقوط 381 ضحية بينهم 84 في اعتداءات فردية و 82 في مكامن بينما بلغ عدد الفتيات اللائي تعرضن إلى الخطف 21 فتاة. ويقدر عدد ضحايا التفجيرات بالقنابل نحو 239 ضحية، كما سقط نحو 78 آخرين في حواجز وهمية نصبتها عناصر الجماعات المسلحة. واعترف العقيد علي تونسي بأن الانتشار الأمني في أنحاء البلاد لا يزال ضعيفا اذ اوضح أن 100 ألف شرطي لا يكفون لضمان أمن السكان لأن نسبة التغطية تصل إلى شرطي واحد لكل 470 مواطناً فيما تصل النسبة في إسبانيا إلى شرطي لكل 225 مواطناً.