اكدت مصادر مصرفية سعودية ان مستويات تحويل النقد من الجاليتين الباكستانية والافغانية في السعودية لا تزال عند مستوياتها الطبيعية ولم تشهد أي تغيير في حجم هذه التحويلات. وقال مصدر في مصرف سعودي، طلب عدم ذكر اسمه او اسم المصرف، ان المعاملات المصرفية مع باكستان بقيت كما هي "اما افغانستان فمعظم الاعمال المصرفية المباشرة معها ومن ضمنها الحوالات النقدية شبه متوقفة منذ سنوات". واشار الى ان معظم افراد الجالية الافغانية يُحول الى عائلاته عبر باكستان او عن طريق الافغان المسافرين الى بلادهم. وحدد المصدر أربعة مصارف باكستانية يتم عادة التعامل معها من قبل الجاليتين وعن طريق مصارف سعودية متعاقدة معها هي "حبيب بنك" و"ناشيونال بنك" و"خيبر بنك" و"العسكري بنك"، مشيراً إلى ان "حبيب بنك" يكاد يكون المسيطر على معظم التعاملات لكبر حجمه وتعدد فروعه في باكستان. وتُقدر المصادر حجم التحويلات النقدية من الجاليتين بما يراوح بين 2 و3 بلايين دولار سنوياً وبواقع 200 مليون دولار شهرياً معظمها لافراد الجالية الباكستانية التي تحتل المرتبة الثالثة بين القوة العاملة الاجنبية العاملة في البلاد اكثر من 700 الف باكستاني ولا يتجاوز عدد افراد الجالية الافغانية 27 الفاً. ويقول المقيم الافغاني عبدالغفور، وهو في العقد الرابع، الذي يعمل في بيع المنتجات الاسفنجية في احد اسواق جدة "انا لا اتعاطى السياسة ولا اتابعها" لكنه يستغرب في الوقت نفسه الاوضاع التي وصلت اليها بلاده حالياً، مشيراً إلى "ان حياة كل الافغان تتركز حول ثلاثة نقاط اولها الاسلام وثانيها البحث عن الرزق وثالثها القبيلة التي ينتمى اليها الافغاني ومن دون هذا الثالوث لايعيش الافغان سواء كانوا داخل بلادهم او خارجها". ويشير افغاني آخر يعمل في احد المطاعم التي تقدم "الرز البخاري" وبجواره مذياع لمتابعة تداعيات الاحداث الاخيرة الى "ما يحدث في العالم" ويؤكد ان اوضاعه المالية "جيدة" وانه يستمر في ارسال النقد الى عائلته لكنه "يتحفظ على ذكر كيفية ارسالها". وتقول عائشة، وهي طفلة تبيع العلكة عند اشارات المرور انها لا تعرف بلدها لأنها ولدت في السعودية لكن والدها يقول لها "لو نشبت الحرب لن نستطيع العودة الى البلاد ابداً لان الحرب اذا بدأت لن تتوقف". ويعمل الافغان في السعودية في كثير من المهن ابرزها المطاعم واماكن بيع الخبز الافغاني "التميز" من دون اغفال ان الكثيرين منهم خصوصاً في جدة حقق نجاحات تجارية عالية وان كانت مستترة، مثل نجاحاتهم في تجارة البضائع الرخيصة التي تعتمد على دخولهم مزادات بيع "كونتينرات" البضائع الرخيصة بأسم شخص واحد حتى لا ترتفع قيمة الكونتينر ومن ثم يُقسمها الفائز علي زملائه لتحقيق اعلى هامش ربح والامر نفسه ينطبق على محلات بيع الوسائد ومراتب الاسرة واغطية النوم.