لا تمتلك سبار مينا سوى شال أخضر قديم يقيها البرد القارس في أفغانستان، وتحمل يومياً كيس طحين فارغاً لملئه بالخشب ومحاولة بيعه. عينا مينا (8 سنوات) تكشفان عن رقة ونعومة لديها، إلا أن التعب أيضاً يبدو واضحاً عليها، فبدلاً من الذهاب إلى المدرسة، تمشي ساعة يومياً بين الحدود الباكستانية - الأفغانية للحصول على لقمة عيشها. يومياً، تهرّب مينا الطحين من الأراضي الباكستانية إلى بلادها، إذ أن السلطات الباكستانية تمنع تصدير هذا النوع من البضائع بسبب غلاء الأسعار. ولدى دخولها الأراضي الأفغانية، تجمع مينا الأخشاب وتضعها في الأكياس ذاتها التي تنقل فيها الطحين، لتبيعها عند عودتها إلى باكستان. تقول: «عندما نجلب الطحين، تضربنا الشرطة الباكستانية بشدة». إلا أن هذا الأمر لا يقارن بالأخطار الأخرى لوظيفة سبار، فقبل فترة كانت تعمل على الحدود الأفغانية - الباكستانية مع شقيقتها، عندما فجّر انتحاري نفسه هناك، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص. وهناك أطفال يملكون عربات تسهّل عليهم عملية نقل الحديد والأمتعة والمعلبات القديمة. حرزات علي، في التاسعة من عمره، يصاب بخيبة الأمل في بعض الأحيان لدى عجزه عن حمل بعض الأمتعة ويقول: «أحتاج إلى المزيد من القوة لأقوم بذلك». ويعتمد غالبية الأغنياء في أفغانستان على علي وأمثاله لنقل البضائع بين البلدين لسهولة تنقل الأطفال على الحدود، كما أنهم يشكّلون عمالة رخيصة. ولا يتلقى الأطفال أكثر من 20 سنتاً للرحلة الواحدة، وفي بعض الأحيان، يكون المبلغ أقل من ذلك. ويعيش معظم الأطفال في كهوف مع عائلاتهم، لذا فإن كل سنت مما يجنونه يُحدث فرقاً في العائلة. لذلك، أبرمت الهيئات الخيرية اتفاقات مع هذه العائلات، يمكن من خلالها الأطفال الذهاب الى المدرسة في الصباح، والعمل لاحقاً، كما يمكنهم أخذ كل اللقاحات لحمايتهم من الأمراض المميتة، كما أفاد موقع «سي أن أن» الالكتروني العربي.