انضمت بطلة الراليات التونسية هند شاوش الى لائحة المشاركين في مارلبورو رالي الامارات الصحراوي، الجولة الأخيرة من بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة، واحدى جولات بطولة العالم للدراجات النارية، ويجرى على مدى خمسة أيام بدءاً من غدٍ الاثنين بإشراف الاتحاد الدولي لرياضة السيارات. وتعتبر شاوش 26 عاماً من أبرز المتسابقات العربيات وأكثرهن خبرة، وهي دأبت على خوض الراليات منذ اكثر من 20 عاماً. أتمت شاوش دراستها في الولاياتالمتحدة وتحمل اجازة في مجال التسويق، وتجيد اللغات العربية والانكليزية والفرنسية واليابانية والايطالية والألمانية، وتعمل حالياً مع وزارة السياحة في تونس، ومن ضمن هواياتها الكرة الطائرة وكرة المضرب وركوب الخيل والكونغ فو، اضافة الى الرقص الشرقي الكلاسيكي. حظيت شاوش بدعم مارلبورو، وستشارك على متن تويوتا HDG80 مزودة محركاً يعمل بوقود الديزل. وهي حققت انجازات لافتة في راليات شمال افريقيا منذ 1994، وكانت اول متسابقة تونسية تدخل مدرسة متخصصة للراليات لقيادة سيارات الدفع الرباعي. وسبق لشاوش ان حلت ثانية في الترتيب العام لرالي تونس عام 1999، ضمن فئة تي 2، وجاءت اولى العام الماضي. وعلّق محمد بن سليّم رئيس اللجنة المنظمة للسباق على مشاركة شاوش في منافسات هذا الموسم بقوله: "يسرنا ان تنضم هند الى لائحة المتسابقين في مارلبورو رالي الامارات الصحراوي، وأنا واثق من انها ستستمتع بالمنافسة مع بقية الأبطال المشاركين". تطمح شاوش لرسم صورة مشرقة عن المرأة التونسية العربية في عالم الرجال المغلق ووسط رمال الصحراء، من هنا تجاوزها لعراقيل عدة صادفت قرارها خوض غمار السباق. إذ تعطلت سيارتها في مرفأ جنوى الايطالي، فاستبدلتها بأخرى من مرسيليا، وينصب هدفها وملاّحها لطيف الشاذلي الى تجاوز دائرة الأضواء وبلوغ خط النهاية على رغم الامكانات المتواضعة. وبداية حكايتها في عالم السيارات ومشقاتها انطلقت من مدينة المرسى في الضاحية الشمالية الراقية وتحديداً في نادي الدراجات، وكانت في سن الخامسة عشرة، حيث وجدت كل الرعاية والدعم من والدها ورئيس النادي السيد النيغاوي، وخبرت شاوش لاحقاً طريقة العيش الاميركية حيث تخصصت في علوم الاتصال في جامعة مينيسوتا، وطبّقت هذه الطريقة من خلال افتتاحها أول حلبة لسباق السيارات "درايف إن" في مدينة الألعاب بمنطقة البحيرة التي تجذب عدداً كبيراً من شباب الأحياء الراقية في العاصمة التونسية. وعموماً فإن قصة هند شاوش مملوءة بالتحديات، فبعد قصة حب عاصفة تزوجت من رجل الأعمال بن سعيد بعد طلاقه من المطربة سلاّف. وفي عالم السيارات، يبدو أن الأضواء التي رافقت نادية القمودي ابنة العداء الأولمبي محمد القمودي بعد دخولها مجال الراليات، دفعت هند الى منافستها بقوة، مستفيدة من ميزة علاقاتها في عالم رجال الأعمال وامكاناتها المالية وقدرتها البدنية. وتعشق هند السفر والرحلات، وتحتفظ بالقرآن الكريم في سيارتها، ولا تلجأ الى المساحيق والمكياج واطالة أظافرها، مكتفية بالبساطة لإظهار أنوثتها، وتطمح طبعاً لتجاري ما حققته البطلة الألمانية يوتاه كلاينشميدت، وجواز مرورها الى العالمية تثبيت أقدامها كأول بطلة عربية في عالم الراليات.