دبي - "الحياة" - لم تحل الأجواء العالمية المتوترة التي رافقت معرض "جيتكس دبي -2001" دون قدوم رسميين اجانب وعرب إليه. ويعتبر وزير المعلوماتية والاتصالات الأردني د. فواز الزغبي من أبرز المهتمين بتطور المعلوماتية العربية، وخصوصاً في الأردن. وهو حرص على المشاركة في المعرض حيث تفقد جناح بلاده وجال على أجنجة وطنية عدة، واستمع الى شروحات من ممثلي الشركات الكبرى في الكومبيوتر. في معرض جيتكس - 2001، كان لنا لقاء مع الوزير الشاب، بعد لقاء سابق مطلع العام في "قمة التلاقي 2001" التي عقدت في عمان. يومها طرحت عليه بعض الاسئلة عن علاقة نمو المعلوماتية واتصالاتها المتطورة مع مستوى الحريات العامة والفردية. وبابتسامة تقبَّل الوزير الزغبي تلك الملاحظات موافقاً على سياقها الاجمالي، ولاحظ ضرورة أخذ الخصوصيات الاجتماعية والثقافية في الاردن في الاعتبار مع ضرورة السعي دوماً الى توسيع آفاق الديموقراطية. وأمل الزغبي ان تسهم الانترنت في تدعيم مسار الحريات العامة والشخصية. هواية الكومبيوتر ثم... ظهر بعض الحرج على وجه الزغبي عندما طلبت بدء المقابلة بالحديث عن نفسه. وفي حديثه عن تطور المعلوماتية الأردنية، شدد الوزير على سلسلة المبادرات الملكية التي فتحت الطريق امام دخول شركات الكومبيوتر ورساميلها الى الأردن. وأشار الى مبادرة "ريتش" Reach، كمثال على القفزة التي حققتها الإنترنت أردنياً، حيث "مدت خطوط شبكة متطورة تقدر على ايصال الإنترنت الى كل مواطن اردني يطلبها" ثمة أمر يراه البعض مدعاة للقلق، وهو ان الكثير من تطور المعلوماتية في عدد من البلدان العربية يأتي بدفع من السلطة السياسية. وتعيد هذه الصورة، اي قدوم الاقتصاد من "فوق" اي من قمة الهرم السياسي الى "تحت" اي بنية العمل والمجتمع، ظلالاً من الاقتصاد الموجه، بما فيها صور سلبية من تجارب "التصنيع الثقيل" في بعض تجارب الاشتراكية العربية. هل ينطوي الأمر على مفارقة ما في مسار "النظام العربي"؟ هل نشهد نوعاً من معاكسة تاريخية لا تخلو من تناقضات؟ لا تسهل الاجابة عن هذه الاسئلة، وهي تقود الى اسئلة صعبة. وحتى مجرد وصف حال تعدي السياسة الى اقتصاد المجتمع هو امر شائك. وفي العام 1999 ذهبت جائزة نوبل في الاقتصاد الى الهندي الراحل امارتينا سين عن محاولته وصف هذه الصيغة. وفي عدد من بلاد العرب، مثل مصر والاردن والامارات العربية، يأتي كثير من دعم المعلوماتية عبر مبادرات من مستويات عالية في سلطة السياسة. والحال ان هناك "أملاً مشتركاً" في تحول المعلوماتية قوة دفع في الاقتصاد والمجتمع. وفي تجربة الوزير الزغبي ان الكومبيوتر كان "هواية الشباب" لديه، ثم صار ضرورة في الدراسة الاكاديمية، وتحول الى اداة دفع لمشاريعه في الاستثمار. لذا يركز الزغبي على مسألة "المشاركة بين القطاعين العام والخاص"، باعتبارها جزءاً اساسياً في مبادرات الحكومة في مجال المعلوماتية والاتصالات التي تجري برعاية الملك عبدالله الثاني. ونجمت عن هذه المشاركة نجاحات عدة، منها خصخصة قطاع الاتصالات، التي تصبح كاملة في العام 2004. وإذا استطعنا تأمين بنية تحتية لشبكة الانترنت السريعة، اضافة الى سن التشريعات القانونية المناسبة". ويراهن الوزير على وجود نسبة عالية من الشباب المتعلم "بطريقة جيدة"، ومن الممكن تحول تكنولوجيا المعلوماتية شأناً يومياً في المجتمع الاردني، على رغم كل الصعوبات. ويأتي تفاؤل الوزير من مقارنة حال المعلوماتية مع ما جرى من نمو سريع في مجال الهاتف الخلوي "خلال عشرة أشهر قفز رقم مستعملي الخلوي من تسعين ألفاً الى ستمئة ألف".