تطغى أزمة الحملة العسكرية على افغانستان ومضاعفاتها الأمنية والسياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي على اجتماعات القمة الاستثنائية التي يعقدها اليوم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في مدينة غانت، شمال بلجيكا. وينتظر ان تدرس القمة خيارات الحل السياسي في افغانستان بعد انهيار نظام "طالبان"، وان توصي بضرورة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتعميق الحوار الثقافي مع دول الخليج العربية، وتوفير الدعم الاقتصادي والسياسي لحكومة اسلام آباد وربط توسيع التعاون مع ايران شرط مكافحة الارهاب وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل. وترى المفوضية الأوروبية ان مستقبل افغانستان يمثل "تحدياً هائلاً، بالنسبة الى المجموعة الدولية، وتحدث مصدر رفيع المستوى الى "الحياة" عن وجوب ان تتولى الاممالمتحدة "ريادة" الجهود الدولية التي يشارك فيها الاتحاد الأوروبي، علماً ان فرنسا وايطاليا تجريان مشاورات مع ممثلي "تحالف الشمال" المناوئ ل"طالبان"، ومع الملك السابق ظاهر شاه. وسيشارك الاتحاد في عملية اعادة إعمار افغانستان، ويلاحظ مراقبون في بروكسيل، اندفاع بريطانيا وحماستها في عمليات القصف في هذا البلد، و"تعقل" البلدان الأوروبية الاخرى على رغم تضامنها المطلق مع الحملة التي تشنها الولاياتالمتحدة، رداً على تفجيرات نيويورك وواشنطن. ويشير مراقبون الى الدور المحدود الذي اضطلع به مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا، وافتقاده آليات مميزة لإدارة الأزمات. وتنصح اقتراحات ارسلها المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن الى الدول ال15 الأعضاء في الاتحاد زيادة الدعم الأوروبي لباكستان ومساعدتها على "مواجهة الضغوط" التي تستهدفها بسبب الاحداث الجارية. ويعتقد باتن ان حكومة برويز مشرف تواجه الوضع الصعب ب"شجاعة" وجددت "تمسكها بخيار الديموقراطية". وتوافق المفوضية على توسيع التعاون مع ايران وابرام اتفاق خاص معها شرط احراز تقدم في مكافحة الارهاب وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل. وينتظر ان تتركز جهود الديبلوماسية الأوروبية تجاه آسيا الوسطى على برامج مكافحة تجارة المخدرات وتهريب المواد المشعة. ويجمع الأوروبيون على الربط بين المتغيرات الجذرية الحالية وتردي وضع عملية السلام في الشرق الأوسط. ويعتقد باتن ان "جمود عملية السلام احد اسباب الصعوبات التي تواجهها البلدان الغربية في معالجة الارهاب"، وتوفر الأزمة الحالية فرصاً اضافية "من اجل الدعوة الى تنفيذ تقرير ميتشل وفتح آفاق سياسية تمكن من استئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي". ويقترح باتن على وزراء خارجية الدول ال15 الموافقة على "مواصلة الدعم المالي وزيادته" للفلسطينيين "من اجل تخفيف معاناة المدنيين". وذكرت المفوضية انها أنفقت 200 مليون دولار خلال عام الانتفاضة. وعلى صعيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، يدعو باتن الى تسريع وتيرة المفاوضات التجارية، واتخاذ "القرارات التجارية الصعبة" التي تمكن من ابرام اتفاق التبادل التجاري الحر المطروح منذ بداية العقد الماضي. وينصح ب"تعميق الحوار الثقافي" مع دول الخليج العربية، ويلح على ضرورة مقاومة "مزاعم الصراع بين الاسلام والمسيحية"، من خلال توثيق الحوار السياسي والثقافي مع العديد من البلدان العربية والاسلامية. ويعرض باتن في اقتراحاته مسار الشراكة الأوروبية - المتوسطية، ويعتقد أن اعلان اغادير الذي أبرمه الربيع الماضي المغرب وتونس والأردن ومصر "يعد اختراقاً مهماً" لأنه يشجع التعاون الاقليمي بين البلدان العربية الشريكة في مسار برشلونة. ويرى باتن ان "النتائج مخيبة على رغم الجهود التي بذلها الاتحاد لتشجيع التنمية والعدالة الاجتماعية والبناء المؤسساتي وحسن الادارة" في تلك الدول.