أسعار النفط أمس دعماً من أنباء اجتماع وزيري نفط السعودية علي النعيمي والايراني بيجان نمدار زنقانة في الرياض لتنسيق الجهود لدعم الاسعار التي تدهورت الى ما دون السعر المستهدف لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. كما لقيت الاسعار دعماً من احصاءات صناعة النفط الاميركية التي اظهرت انخفاض مخزون الخام في الولاياتالمتحدة. تعهدت السعودية وايران أمس بأن تفعلا كل ما هو ضروري لضمان استقرار السوق النفطية والمحافظة على مستويات الاسعار المناسبة "قدر المستطاع" عن طريق المداولات داخل "أوبك" والمناقشات مع الدول من خارجها. وقال النعيمي ان خفض انتاج "أوبك" بما يصل الى مليون برميل يومياً واحد من خيارات عدة تبحثها "أوبك" لمواجهة الانخفاض الاخير في الاسعار. واضاف النعيمي بعد اجتماعه مع نظيره الايراني في الرياض امس انهما اتفقا على اجراء "مشاورات عاجلة" مع كل المنتجين الرئيسيين من داخل المنظمة وخارجها للوصول الى "سعر عادل" لبرميل النفط، مشدداً في الوقت نفسه على ان معدل السعر المستهدف بين 22-28 دولاراً للبرميل يجد قبولاً عند جميع المنتجين الرئيسيين الذين يعتبرون سعر 25 دولاراً للبرميل سعراً عادلاً ومنصفاً لجميع الاطراف وليس له أي تأثير على النمو الاقتصادي في العالم. وأكد الوزيران على ان تخفيض الانتاج هو احد الآليات المهمة لتحقيق اهداف المنظمة، وعلى ان اجراءات المنتجين "يجب ان لا تؤثر تأثيراً سلبياً في نمو الاقتصاد العالمي"، لافتين الى ان العالم الآن "يعيش بيئة غير طبيعية وهو في وضع غير طبيعي". وبدا واضحاً ان البلدين متفقين على ضرورة تخفيض الانتاج، لكنهما في الوقت نفسه تركا الباب مفتوحاً امام اي تأجيل للتخفيض قد تراه الدول مناسباً في ظل الاحداث الدولية الجارية. وقال وزير النفط الايراني ل"الحياة": "كل الاحتمالات والخيارات واردة، قد نقرر خلال اسبوع وقد ننتظر حتى الاجتماع المقبل، نحن نتشاور وننسق مع الجميع خصوصاً الاصدقاء في السعودية". واتفق النعيمي مع نظيره الايراني على ان كل الاحتمالات واردة واكد على ضرورة تعاون المنتجين من خارج "اوبك"، مشيراً الى ان "دول اوبك تنتج 40 في المئة من الانتاج العالمي، والدول خارجها تسيطر على 60 في المئة، فمن الطبيعي ان يتشارك صاحب الاربعين مع صاحب النسبة الاكبر". واشار النعيمي الى ان البلدين يسعيان لان يكون التخفيض في حال اقراره ناتج عن ما اسماه "التعاون الصادق" بين المنتجين "على ان لا يؤثر سلباً في الاستقرار النفطي والاقتصادي". ونفى النعيمي ان تكون دول "أوبك" تتعرض لاي ضغوط دولية لعدم خفض الانتاج في الوقت الحالي. وعاود التأكيد على ان بلاده وايران وبقية المنتجين سيحرصون على استقرار السوق ومتابعة الاقتصاد العالمي لأن تباطؤه او تأثره سيؤثر في الطلب على النفط. وتأتي الزيارة قبل أن يتوجه زنغانة الى فيينا لحضور اجتماع لجنة مراقبة السوق الوزارية التابعة ل"أوبك" غداً والتي تضم الكويت ونيجيريا الى جانب ايران. ومن المقرر ان يجتمع وزراء نفط "أوبك" في فيينا في الرابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر المقبل لمناقشة سياسة الانتاج بعدما اتفقوا على ترك الحصص الانتاجية بلا تغيير في اجتماع عقدوه قبل نحو اسبوعين. وقال معهد البترول الاميركي أول من أمس ان مخزون الخام في الولاياتالمتحدة تراجع بما يزيد على سبعة ملايين برميل الى 298.9 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 12 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وعلى صعيد الاسعار، ارتفع خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الاول ديسمبر في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس الى 21.70 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 33 سنتاً، وتراجع بعد الظهر الى 21.09 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة واصل الهبوط الى 19.48 دولار للبرميل امس من 19.63 دولار يوم الاثنين.