أكد الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني ضرورة تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وقال في حديث إلى "الحياة" إن "تحالف الشمال قادر على إلحاق الهزيمة بطالبان"، مشيراً إلى أن محاربته الحركة تصب في مصلحة التحالف الدولي بقيادة أميركا. واستبعد أن تقبل واشنطن ابقاء قواتها في أفغانستان بعد زوال حكم "طالبان"، معتبراً هذا الاحتمال "مغامرة". ورداً على أسئلة وجهتها إليه "الحياة" عبر الفاكس، أكد رباني أن المشاركة في حكم أفغانستان في المرحلة المقبلة "أمر داخلي يخص الأفغان وحدهم، ولا يحق للآخرين التدخل"، في إشارة إلى أميركا. وحض كل الأطراف على "أن تتعلم من التاريخ"، بعدما شدد على أن الأزمة التي يشهدها العالم اليوم هي "نتيجة التدخلات الخارجية" في أفغانستان. وهنا نص الحديث: ما موقفكم من العمل العسكري الأميركي ضد "طالبان"، وهل ستتعاونون عسكرياً مع القوات الأميركية وحلفائها؟ - حركة "طالبان" تواصل حرباً شرسة ضدنا وتحاول أن تتسلط على أفغانستان بالحرب، ولا تبالي بالضحايا التي تسقط. وعلى مدى سنوات لم تتورع هذه الجماعة عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء وحرق القرى والمدن، والقتل الجماعي. وأمام هذه الجرائم لا نجد سبيلاً غير المقاومة، فكنا ولا نزال ندافع عن أنفسنا وشعبنا أمام هذا الهجوم المتواصل، وما نقوم به دفاع عن أفغانستان في مواجهة "طالبان" التي توجه إليها أصابع الاتهام بحماية الإرهاب الدولي، الذي بدأ الائتلاف الدولي بقيادة أميركا حربه ضده. لا شك أن مقاومتنا ضد "طالبان" تقع في خانة مصلحة هذا الائتلاف. وهل تحالف الشمال قادر وحده على الحاق هزيمة بحركة "طالبان"، من دون دعم أميركي، والاكتفاء بالدعم الإيراني والروسي؟ - إن الممارسات التعسفية التي ارتكبتها "طالبان" ضد الشعب الأفغاني أدت إلى انتفاضات شعبية عدة حاولت التخلص من هذا الكابوس المجرم. وهناك الترتيبات الجديدة التي اتخذناها هذه السنة، وهذه عوامل أتاحت لقواتنا مقدرة على الحاق هزيمة ب"طالبان"، علماً أن الدعم الدولي يهيئ لنا فرصاً أكبر. الحل النهائي كيف تنظرون إلى الحل النهائي للأزمة الأفغانية، وماذا عن موقفكم من عودة الملك ظاهر شاه إلى الحكم بدعم أميركي، وهل ستتعاونون معه؟ - الحل الأساسي لمشكلة أفغانستان ليس في مجيء زيد ولا عمرو، بل في اتفاق الأطراف الأفغانية على آلية تؤدي إلى ايجاد مؤسسات للدولة تضمن حقوق الشعب وحرياته، وتكفل الأمن والاستقرار في البلاد، والحياة المستقرة العزيزة للمواطن الأفغاني، علماً أنه في عهد ظاهر شاه لم تكن في الدولة مؤسسات بالمعنى الحقيقي، وكانت أفغانستان بمثابة جزيرة معزولة عن العالم، وعندما فتحت نافذة الخارج نتجت عن ذلك هزة في كيان النظام أدت إلى سقوطه، ولم يكن أحد ليدافع عنه، لعدم وجود المقومات اللازمة لبقائه. نحن مستعدون للتعاون مع جميع الأطراف الأفغانية لإيجاد النظام والقانون والأمن والاستقرار في البلد، ولا يهمنا شخص دون آخر. ماذا سيكون موقفكم في حال رفضت الإدارة الأميركية مشاركتكم الفاعلة في حكم أفغانستان؟ - مشاركة الأفغان أو عدم مشاركتهم في حكم البلد أمر داخلي يخصهم وحدهم، ولا علاقة للآخرين به، ولا يحق لهم أن يتدخلوا في شؤوننا. ما نواجهه في أفغانستان ويواجهه العالم هو نتيجة التدخلات الخارجية في أفغانستان، وعلى الأطراف أن تتعلم من التاريخ. هل تعتقدون أن القوات الأميركية قد تبقى في بلادكم بعد زوال حكم "طالبان"، وهل تؤيدون ذلك أم تعارضونه؟ - استبعد قبول القوات الأميركية بهذه المغامرة التي تحفها المخاطر، بسبب حساسية تاريخية وفطرية لدى الشعب الأفغاني، ازاء أي قوة أجنبية. هناك مخاوف إيرانية من تمدد الوجود العسكري الأميركي إلى دول آسيا الوسطى والقوقاز، فهل لديكم مخاوف مماثلة؟ - الوجود العسكري للدول العظمى في المنطقة سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى صراعات لا تحمد عقباها، والعالم اليوم أشد حاجة إلى حوار الحضارات وازالة بؤر الخلافات، ولا يحتاج إلى استعراض العضلات وبناء القواعد العسكرية. وكيف تنظرون إلى مستقبل علاقتكم بإيران، وهل ستؤثر علاقتكم بالولاياتالمتحدة في شكل ايجابي، في قيام تعاون غير معلن بين واشنطن وطهران؟ - نسعى دائماً إلى ارساء قواعد متينة لعلاقاتنا مع جيراننا جميعاً، والجمهورية الإسلامية من الدول التي وقفت معنا عبر سنوات المحنة، ولها الأولوية في العلاقات مع الدول. نرحب بتحسين العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة، وهذا شأن البلدين، أما نحن فسنسعى إلى تقوية علاقاتنا مع واشنطن، علماً أن الأميركيين ساعدونا أيام غزو الاتحاد السوفياتي أفغانستان. ماذا عن موقفكم من أسامة بن لادن، وهل تعتقد أنه متورط بالهجمات في أميركا أم لا؟ - أسامة بن لادن متهم لدى الأميركيين، وهم يقولون إن لديهم وثائق تثبت ذلك. لا نعرف حقيقة الأمر، ولم نطلع على شيء من تلك الوثائق، وما يتعلق بنا أن اسامة بن لادن وقف ضدنا مع حكمتيار، وبعد سقوط حكمتيار وقف مع "طالبان" يقاتلنا من دون مبرر.