اكتشفت المحطات التلفزيونية منذ زمن اهمية برامج المسابقات والجوائز في كسب الجمهور، وتبارت في تقديم هذه البرامج التي كانت تقدم جوائز محدودة لا تتعدى في احسن الأحوال مئات الدولارات للفائزين بالأجوبة عن اسئلة، تزعم المحطات انها تنتمي الى فئة الثقافة العامة. لكن الأمر اخذ منحى جديداً، وبالتحديد بعد النجاح الكبير الذي حققه جورج قرداحي في برنامج "من سيربح المليون" على شاشة الmbc أولاً ثم على شاشة "المستقبل"، وبلغت الإثارة أوجها مع ارتفاع قيمة الجوائز في شكل مضطرد حتى بلغت أرقامها عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من الدولارات أو غيرها. ودخلت المحطات في منافسة حامية الوطيس، وكرت سبحة برامج المسابقات ذات الجوائز الكبيرة على الشاشات العربية، وجندت لها كل الإمكانات من نجوم ومال وأمكنة. وفي طليعة المحطات المنخرطة في المنافسة، قناة ابو ظبي التي تعاقدت مع الممثل السوري الخفيف الظل ايمن زيدان لتقديم برنامج "وزنك ذهب"، بعد مرحلة طويلة من غربلة الأسماء المرشحة لتقديم البرنامج، ولا يقدم البرنامج نقوداً للفائزين بل ذهباً يرتفع وزنه مع التقدم في الإجابة عن الأسئلة المطروحة وعددها ثمانية عشر سؤالاً، ليصل الى وزن المتسابق عند الإجابة عن السؤال الأخير. اما محطة LBC اللبنانية فقد خصصت لبرنامجها "غريد - يا قاتل يا مقتول" نجم برامجها الحوارية - السياسية مرسيل غانم ومعه حقيبة مملوءة بالجوائز التي تصل قيمتها الى خمسمئة الف دولار اميركي، وهو رقم قياسي. ويعتقد غانم ان برنامجه سيحقق نجاحاً كبيراً على رغم الانتقادات التي وجهت الى حلقاته الأولى. وذلك بفضل الجوائز الضخمة التي يقدمها. ويرى سيرج رزق الذي يقدم برنامج "لمين الملايين" على شاشة الMTV أن ما يميز برنامجه هو الأسلوب البسيط في التقديم وإفساح المجال امام كل "لبناني مثقف" للمشاركة. ويلفت الى أن تعدد البرامج على الشاشات العربية هو دليل عافية، كون المشاهد العربي يهوى المسابقات والتحديات. وإذا كان برنامج "من سيربح المليون" ما زال يعتبر سيد برامج المسابقات، فهل سنشهد سيلان المزيد من الملايين من محطات اخرى، وهل يمكن ان نتخيل محطة تزايد على الجميع وترفع قيمة الجوائز الى أعلى من ذلك بكثير؟