استقبل الرئيس جاك شيراك امس في قصر الاليزيه اعضاء "الاستشارة" التي تضم ممثلين عن ابرز المنظمات والجمعيات المسلمة الفرنسية، الذين أبلغوه بمخاوفهم من انعكاسات الاوضاع الدولية على صعيد جاليتهم، فيما عبّر بعضهم عن عدم استعداده للحلول محل الدولة الفرنسية ولعب دور "رجال الاطفاء" في اوساط الشباب المسلم. وهذا اللقاء هو الاول الذي يعقد بين رئيس فرنسي وممثلين عن مسلمي فرنسا الذين حالت انقساماتهم الداخلية وتعذّر اتفاقهم على صيغة تمثيلية خاصة بهم في الماضي، دون مثل هذا اللقاء، على رغم ان الاسلام هو الدين الثاني في فرنسا بعد الكاثوليكية. وذكر عميد مسجد مدينة ليون جنوبفرنسا كامل قطان ل"الحياة" ان اللقاء مع شيراك "استهدف التوجه اليه باعتباره ضمانة لحقوق المواطنين الفرنسيين والتعبير له عن تخوفنا من الخلط الحاصل والذي يتعرض له افراد الجالية، منذ التفجيرات في 11 ايلول سبتمبر الماضي". وقال قطان انه وسواه من اعضاء "الاستشارة" طلبوا ان تكون لفرنسا مواقف مختلفة عن مواقف الولاياتالمتحدة وان "نستخلص العبر مما حصل في 11 ايلول، والا نضيف ضحايا مدنيين الى ما سبق ان سقط من ضحايا". واضاف انه تم ايضاً التركيز على عدم الاكتفاء بمكافحة الارهاب فيما القضية الفلسطينية "معلّقة" وكذلك الازمة العراقية. اما رئيس الفيديرالية العامة لمسلمي فرنسا محمد البشاري فقال انه عبّر عن مخاوف الجالية المسلمة من جراء الضربات العسكرية على افغانستان التي "نعترض عليها ونعتبرها اعتداء على الامة الاسلاميظة". ورأى "ان التشديد على محاربة الارهاب ضروري ولكن ينبغي ايضاً التعامل مع جذوره، ومعالجة المشكلات المختلفة وفي مقدمتها مشكلة فلسطين، بهدف ازالة دواعي اليأس التي تدفع ببعض الشباب نحو الارهاب". وتابع البشاري انه كان لا بد ايضاً من استيضاح شيراك حول عدم مواجهة الدولة الفرنسية "للانحرافات الاعلامية" التي تستهدف المسلمين في فرنسا والتي "لا تؤدي سوى الى تغذية اصحاب طروحات الحقد". كما ابدى تخوفه من انعكاسات الضربات الحالية على اوساط الشباب التي قد تتعرض للانجرار نحو الاسلام السياسي، معتبراً ان هذا الامر اصبح "مسؤولية الدولة ولسنا في وارد لعب دور الاطفائي بدلاً منها". وقالت مصادر قصر الاليزيه ان شيراك رغب في لقاء ممثلي مسلمي فرنسا، في ظل الاوضاع الدولية الحالية، للاستماع الى مخاوفهم وآرائهم والتذكير بأن "مكافحة الارهاب تعني الجميع ولكن فرنسا لن تقبل اي خلط بين الاسلام والارهاب". واضافت ان شيراك شدد على ضرورة صيانة التماسك الوطني والالتفاف حول القيم الفرنسية.