الاضاءة هي احدى وسائل ابراز جماليات المكان، وجزء مهم يؤخذ في الاعتبار في التصميم المعماري والديكور الداخلي. وتختلف عناصر الاضاءة وطرقها بحسب الموقع الذي تستخدم فيه. وقد تطورت هي ووسائلها، عبر السنين، باستخدام الزيت والمواد الطبيعية المحروقة في قديم الزمان وحتى اكتشاف الكهرباء والمصباح الكهربائي وصولاً إلى استخدام الكومبيوتر وبرمجياته ما يجعل الإضاءة متحركة ويتغير لونها ونوعها بحسب توقيت زمني يضبط مسبقاً، ويعمل بوسائل تحكم خاصة. هذا النوع من الاضاءة يستخدم في بعض البلدان لابراز المعالم السياحية والاثرية لديها وجمالياتها وخصائصها المعمارية وتأكيد أهميتها وقيمتها التاريخية. ومن تلك الأماكن التاريخية والدينية المهمة التي استخدم فيها هذا النوع من الاضاءة وبتقنية عالية، الجامع الأعظم في مدينة القيروانالتونسية. هذا الجامع الذي يسمى جامع عقبة بن نافع، وأسس سنة 50 هجرية القرن السابع الميلادي، هو أحد اهم المعالم التاريخية الدينية والسياحية في تونس، وأحد أجمل الجوامع في العالم الاسلامي ويعود الفضل إلى زيادة الله الاول في رسم ملامحه وتخطيطه النهائي 220-226هجرية، وهو يستمد تخطيطه من الجوامع الأموية، مع الاقتداء بجامع الرسول في المدينة. ويشتمل على سبعة عشر بلاطاً وثمانية أساكيب، وله قبة مربعة القاعدة مبنية من الحجارة تعد من اجمل القباب ذات المحاريب في الفن الاسلامي بما تحتويه من زخارف متناسقة في أحجامها. ومما يمتاز به الجامع الاعظم في القيروان، إلى معماره وتركيبه الهندسي، المحافظة على أغلب اثاثه الاصلي مثل المنبر الخشب 248 هجرية المصنوع من خشب الساج، وهو من اقدم المنابر الاسلامية التي سلمت من تقلبات الزمان، وفيه ما يربو على 106 قطع نقشت عليها زخارف نباتية وهندسية بديعة، يتضح فيها التأثير البيزنطي والفارسي، مع تمازجها وتوحدها في الروح الاسلامية. ويمتاز الجامع الاعظم بسقوفه الخشب المصقولة والتي ترجع الى حقب تاريخية مختلفة. ومن روائعه أيضاً الخزف ذو البريق المعدني الذي يحلي واجهة المحراب. ولابراز كل تلك الجماليات في هذا المعلم التاريخي المهم، أنجزت وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية في تونس شبكة انارة خاصة بالجامع، فوضعت كاشفات أضواء، من احجام والوان مختلفة، حول منارته وقبابه، تتحكم بها اجهزة كومبيوتر وآلات تشغيل تعمل بطريقة اوتوماتيكية وتخضع لبرمجيات معينة. وتتغير برامج الانارة تلك بحسب المناسبات. فهناك برنامج يعمل في الايام العادية عند أذان المغرب، وبرنامج يعمل في ليالي الاعياد وفي شهر رمضان، ويمكن تغيير هذه البرامج وفق الحاجة.