يحيي العراق الألفية الخامسة لاكتشاف الكتابة في مؤتمر تستضيفه وزارة الثقافة والاعلام في بغداد للفترة 20-27 آذار مارس المقبل ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن مصدر في اللجنة العليا للمؤتمر التي تشكلت منذ قرابة العام انها وجهت الدعوات الى اكثر من 200 باحث ومؤرخ اجنبي من المتخصصين في الكتابات القديمة إضافة الى 50 باحثاً عربياً وشخصيات عراقية في دوائر الآثار والمتاحف وأكاديميين في التاريخ واللغة العربية واللغات الشرقية. وسيناقش المؤتمر في محور اول ظهور الكتابة في العراق وارتقائها مروراً بتأثير الكتابة على تطور الفكر الانساني. وفي المحور الثاني سيتناول "انماط الكتابة وتطورها في بلاد الرافدين والشرق القديم" ويشمل كتابات الألفية الثالثة وكتابات العرب ما قبل الاسلام وخطوط العرب قديماً وحديثاً، ويتناول المحور الثالث "أدوات الكتابة ووسائل توثيقها" ويشمل مادة الكتابة ووسائل خزنها وصيانتها ودور تعليمها. وأشارت "وكالة الانباء العراقية" الى ان زيارات لمواقع آثارية ستنظم خلال المؤتمر فيما ستقيم مؤسسات علمية اوروبية معارض متخصصة حول ظهور الكتابة وتطورها في العراق الى جانب معرض آخر للهيئة العامة العراقية للآثار ستحاول فيه عرض قطع ومقتنيات آثارية تحاول من خلالها في الوقت ذاته بمضامين الكثير من كتّاب العراق القدامى وتحديداً تلك التي عثر عليها في الوركاء باعتبارها المنطقة التي عرفت الكتابة اولاً. الى ذلك، يؤكد استاذ الفكر الاسلامي في جامعة "صدام للعلوم الاسلامية" شاكر محمود عبدالمنعم ان الكتابة ظهرت في العراق في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ومرت بمراحل صورية ثم رمزية ثم مسمارية، ومن العراق انتقلت الى مناطق اخرى من العالم مؤكداً ان ما وجد في مكتبة آشوربانيبال يدل على ذلك. وعن الفرق ما بين الكتابة والتدوين يقول عبدالمنعم لصحيفة "الثورة" العراقية ان "التدوين بمعنى التأليف والكتابة هي التي كتبت على الألواح والرقم الطينية". مشيراً الى انه في كتابه "الكتاب والكتابة قبيل الاسلام حتى بوادر التصنيف" وثّق عدد الكاتبين والقارئين قبيل الاسلام مبيّناً انهم "كانوا اكثر بكثير مما صورته مصادرنا مثل "تاريخ اليعقوبي" و"تاريخ الطبري" و"فتوح البلدان". واعتمد عبدالمنعم في اسناد فكرته الى ما اعتبره "الأدلة المادية والاركيولوجية التي عززت المعلومات المتوافرة عن الكتابة والتدوين" عند العرب قبل الاسلام.