من بين الاصدارات العربية التي لفتت انتباهي هذا العام "جدارية" محمود درويش رياض الريس للكتب والنشر التي يحاور فيها الشاعر الفلسطيني الكبير الموت ويتخذ من مخاطبة الموت سبيلاً للتعبير عن احزانه الوجودية وتعلقه بالحياة في لحظة كاد فيها الموت ان يغلبه. اما على صعيد الاصدارات باللغة الانكليزية فهناك كتابان استأثرا باهتمامي فصرفت اياماً اقرأهما وأعيد القراءة. الأول هو مجموعة مقالات للروائي الايطالي الراحل ايتالو كالفينو توفي عام 1985 جمعتها زوجته وسمتها "لماذا نقرأ الكلاسيكيات؟" ونشرت بالانكليزية هذا العام. وتمثل هذه المقالات، التي كتبها كالفينو على مدار ما يزيد عن ثلاثين عاماً، خلاصة رؤيته للأدب والاعمال الادبية العظيمة" ويتميز فيها اسلوبه بالقدرة على شد القارئ واسره في شبكة افكاره وتأملاته العميقة. الكتاب الثاني لم يبتعد في موضوعه عن موضوع الكتاب الأول وهو للناقد الاميركي الشهير هارولد بلوم وعنوانه شبيه بعنوان كتاب كالفينو "كيف نقرأ ولماذا؟"، وفيه يستعرض بلوم بأسلوب ساحر ومعرفة موسوعية اعمالاً اساسية في الثقافة الغربية بدءاً من شكسبير وانتهاء بتوني موريسون. والممتع في كتاب بلوم هو انه بغض النظر عن العمل الذي يتكلم عنه، شعراً أكان أم قصة أم رواية، فإنه يربط ذلك العمل بشكسبير معتبراً مسرحيات الكاتب الانكليزي الشهير، وشعره كذلك، زبدة الثقافة الغربية بل الانسانية، مما يذكر بكتاب بلوم الذي اصدره عام 1998 بعنوان "شكسبير: ابتداع ما هو انساني". * كاتب اردني.