سيبقى يوم 14 تموز يوليو 2000، اليوم الذي هاجم فيه الجلاليون مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي يوم شؤم للاتحاد الوطني الكردستاني. لقد اعتقد الاتحاد أنه بعملية بسيطة يقضي بسهولة على الحزب، ويكسب تأييد الجمهورية الإسلامية في إيران. ولم ينتبه الاتحاد إلى أن المواجهة مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي ليست مواجهة مع بضع مئات من المقاتلين المنفصلين عن الحركات التحررية في العالم، أو مواجهة مع الحزب الديموقراطي الكردستاني أو حزب العمال الكردستاني، وغيرها من الأحزاب البورجوازية الرجعية. فهذه الأحزاب لا تقل رجعية ومعاداة للجماهير عن الاتحاد نفسه، كما أن جرائمها ضد الجماهير في المناطق التي تسيطر عليها هي ليست قليلة لكي يخاف منها الاتحاد. لقد نسي الاتحاد أنه يواجه حركة اجتماعية مختلفة وقادرة على الرد بعشرات الطرق والوسائل ... وبحسب الاتحاد فإن الحزب الشيوعي العمالي العراقي سيكون مضطراً للمساومة لأنه حزب صغير في نظر الاتحاد، كما حدث مع الحركة الإسلامية عندما وجه الاتحاد ضربة عسكرية قوية إليها قبل سنوات، وهذه الحركة كانت حينذاك بنظر الاتحاد الوطني، حركة رجعية، وكان الإسلاميون سموا جلال الطالباني ببلال الحبشي. واليوم عادت الأمور الى مجاريها. لقد مات من مات، وتعذب من جرح، وتضرر من عوق، ولبس جلال الطالباني العمامة الإسلامية وبات ينفذ "وجبات" الإسلاميين. وأصبح موضع رضاهم وينتظرون زياراته في المناسبات الدينية. ولكن لم يخطر ببال الجلاليين أن الشجاع لا يساوم على مبادئه مهما بلغت الأمور، وأن دماء الناس ليست رخيصة. وسنجعل دماء الشهداء الخمسة التي سكبت في شوارع السليمانية كوابيس تتراءى لهم في عز النهار. هل انتهى الحزب الشيوعي العمالي العراقي؟ هل قضوا على نشاطه؟ هل نسيت دماء الشهداء؟ فالاتحاد الوطني الذي كان يتباهى بوجود الحريات السياسية في المناطق الواقعة تحت حكمه عند حدوث أي خلاف له مع الحزب الديموقراطي يستعمل اليوم كل الوسائل لقمع النشاط السياسي لحزبنا. وفي الأثناء وصلت إليه المئات من الرسائل الاعتراضية من أحزاب ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات التقدمية واليسارية والشخصيات البرلمانية والسياسية من أرجاء العالم المختلفة. ونحن قد تعهدنا لأنفسنا أن نكشف الصورة الحقيقية لهذه الديكتاتورية الواهنة للعالم أجمع. والزمن سيشهد على ذلك. جامعة ملبورن استراليا - الدكتور أسعد حميد