كتب أخي الكريم داود الشريان، بعدد جريدتكم الغراء رقم 13812 وتاريخ 12/10/1421ه، ضمن زاوية أضعف الإيمان وتحت عنوان "تغيير المناهج وحق العودة" نقداً لبعض ما ورد في مقابلة معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية مع جريدة "الجزيرة". ومحور نقده نقطة واحدة فقط، وهي قضية تغيير المناهج الدراسية وما تم بشأنها. وبداية لا بد من الإشادة بالأخ الفاضل داود الشريان، وبحماسته وجرأته وحرصه الواضح على ما فيه مصلحة الأبناء والأحفاد في مجال هو الركيزة الأساسية لتقدم الأمم ورقيها ألا وهو مجال التربية والتعليم، كما لا يفوتني كذلك أن أذكر بعض المواقف الإيجابية المشرفة للأخ داود وغيرته الوطنية الجياشة. وكلنا يذكر ردوده ومداخلاته من خلال بعض القنوات الفضائية، وخصوصاً منها تصديه لبعض المهاترات والمغالطات في حق الوطن، وردوده الحاسمة، وعلى الهواء مباشرة، وبأسلوب متزن ورصين. وهذا بلا ريب ينم عن إحساس وشعور وغيرة وطنية لا لبس فيها. ولكن، وكما يقال، فإن لكل فارس كبوة. وأنا لا شك عندي أن الكاتب لم يكتب ما كتب إلا بدافع حبه لبلده ومواطنيه، وإلا بدافع حماسته ورغبته أن يرتقي التعليم في الوطن الى مصاف الأمم المتحضرة والمتقدمة. وعليه أرجو أن يتسع صدر أخي داود برهة من الوقت. وليسمح لي بأن أعبر عما جاش بخاطري، حال فراغي من قراءة مقالته آنفة الذكر. فلي عليه بعض العتب أو لنقل بعض الشرهة - كما في اللهجة الدارجة - وشرهتي على أخي الكريم ليس لكونه نقد النظام التعليمي القائم الآن، وما يتعلق بموضوع المناهج الدراسية على وجه الخصوص، وتعثر تحديثها وتطويرها... ولكن شرهتي على أخي داود هي على طريقة عرض نقده لحديث معالي الوزير، وتركيزه على نقطة واحدة، وهي "الوثيقة العامة للمناهج" وتفسير معاليه لها، والذي لم يعجب أخي الشريان بل أثار غضبه وحفيظته، فانبرى يضرب الأمثلة الغريبة التي لا رابط لها ولا مناسبة، وبأسلوب حوى ما حوى من التهكم والسخرية. فهذا أسلوب يا أخ داود عفّى عليه الزمن، وولى الى غير رجعة. فنحن الآن على عتبة الشهر الثاني من الألفية الثالثة، وبعصر تكنولوجيا الخلايا المتطورة وهندسة الجينات... فانظر يا أخي لما يدور حولك بهدوء وموضوعية بعيداً عن صيغ التهكم والتندر. أخي الفاضل! أنا لم أطلع على المقابلة التي أجرتها جريدة الجزيرة مع معاليه، والتي استنبطت منها عنوان مقالك. لكن الذي أعرفه تماماً، كما يعرفه غيري، أن للوزير جوانب مضيئة عديدة، خلاف الذي أسست عليه مقالتك تلك وذيلتها به. فما هكذا تورد الإبل أخي داود، ولا بهذه الصيغ تعالج الأمور، وتصلح الأحوال. واعلم يقيناً بأن البحر تكدره الدلاء. الرياض - سليمان بن عبدالعزيز المسفر