أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في القاهرة أمس أن الرئيس صدام حسين أوضح عام 1994 أن لا مسّ بأرض الكويت، وقال إن هذه الصيغة أبلغت إلى الأممالمتحدة. لكن عدي، نجل الرئيس العراقي، جدد الحديث عن "العراق الكبير" من دون أن يسمي الكويت، وقال في رسالة وجهها إلى والده ووزعت نصها أمس وكالة الأنباء العراقية الرسمية ان "العراق الحالي انتزِع منه الكثير والكثير، إضافة إلى ما انتزعه الفرس". وكان عدي طلب قبل أيام من المجلس الوطني البرلمان وضع خريطة لبلاده تضم الكويت، ما أثار استياء في منطقة الخليج، وتزامن ذلك مع الذكرى العاشرة لبدء حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي. وأكد طه ياسين رمضان أول من أمس، أن ما عبر عنه عدي تؤيده غالبية العراقيين لكنه لا يعكس موقف القيادة في بغداد. وفي رسالته إلى والده، ذكر عدي أن خاله وزير الدفاع السابق عدنان خيرالله أفهمه وأخاه قصي أن لا ينسى "العراق الكبير وليس العراق الحالي الذي جزئ منه الكثير، وما انتزعه الفرس من أراضينا". معروف أن عدي يتهم الإيرانيين بترتيب محاولة اغتياله عام 1996. وهو شدد في رسالته على أهمية دور "النخبة من رجال البلد من فدائيي صدام" إلى جانب الحرس الجمهوري، في مسعى لتأكيد أن نجلي الرئيس العراقي يتوليان قيادة أمن النظام الحاكم والدفاع بقوة عنه، كذلك تكذيب الأنباء التي أشارت إلى أن قيادة "فدائيي صدام" باتت في يد قصي. كما نوه ب"الانتصار الكبير الذي حققه العراق رغم ظروف الحصار". أما قصي فتحدث في رسالة إلى صدام عن "أيام الجهاد"، وخاطب والده قائلاً: "نحن رهن اشارتكم ... مستعدون للجهاد المقدس". إلى ذلك، غادر القاهرة أمس طه ياسين رمضان، في نهاية زيارة استمرت ثلاثة أيام، وكانت الأولى من نوعها منذ حرب الخليج، تميزت بلقاء ضمه والرئيس حسني مبارك، وبتوقيع اتفاق منطقة التجارة الحرة بين مصر والعراق. والاتفاق هو الأول في العالم العربي، وأعلن نائب صدام أن بغداد ستوقع بروتوكولاً مماثلاً مع دمشق في غضون أيام. وسئل مجدداً في مؤتمر صحافي عقده قبل عودته إلى بلاده عن مطالبة عدي بضم الكويت إلى خريطة العراق، فأجاب: "اتِخذ قرار في مجلس قيادة الثورة عام 1994، وأوضح الرئيس العراقي أن لا مسّ بأرض الكويت". وكرر أن "من حق أي مواطن عراقي أن يدلي برأيه في أي موضوع، ولن نكتم صوته، لكننا ملتزمون ما وقعناه عام 1994"، في إشارة إلى الاعتراف بترسيم الحدود الكويتية - العراقية الذي أنجزته الأممالمتحدة. ونفى مجدداً وجود أسرى كويتيين في بلاده، مشدداً على حماية حقوق المصريين العاملين فيها. وختم ان "عددهم مليون و800 ألف ويتمتعون بكامل حريتهم وحقوقهم". راجع ص2