جددت السعودية امس موقفها الداعم لاستقرار السوق النفطية وضمان استمرار الامدادات. وكان وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي بحث في الرياض مع وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون، الذي يجري الجولة الاخيرة من "ديبلوماسية الطاقة" قبل ان يترك منصبه في 20 الجاري، في طلب الولاياتالمتحدة، التي تقود الدول المستهلكة للنفط، اقرار خفض محدود لانتاج النفط في اجتماع "اوبك" الذي سينعقد في فيينا الاربعاء. وتريد الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي من "اوبك" خفضاً محدوداً للانتاج بهدف استكمال زيادة حجم المخزونات الدولية للحد من تقلبات الاسواق. عقد الوزير النعيمى امس في مكتبه في الرياض اجتماعاً مع وزير الطاقة الاميركي، الذي يزور مجموعة من دول "اوبك" في مسعى سياسي يهدف الى اقناع هذه الدول بعدم اقرار خفوضات كبيرة في الانتاج خلال اجتماع المنظمة الاربعاء. وجاء في بيان اصدرته وزارة النفط السعودية "ان الاجتماع تناول الحديث عن اوضاع السوق النفطية الدولية والتركيز على أهمية استقرار السوق بما يخدم الدول المستهلكة والدول المنتجة على حد سواء وبشكل يُسهم ايجاباً في استقرار الاقتصاد الدولي". وحضر الاجتماع وكيل الوزارة لشؤون النفط الامير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز والوفد المرافق للوزير الاميركي. وعلمت "الحياة" ان الجانب السعودي اكد التزام بلاده مجددا باستقرار امدادات النفط رداً على المخاوف التي ابداها ريتشاردسون "من ان خفضاً فورياً وكبيراً للانتاج قد يدفع الاسعار فوق مستوى 30 دولاراً في الربع الثاني من السنة". وأكد الجانب السعودي ان قرارات "اوبك" ستكون منطلقة من ارقام وحسابات العرض والطلب ومستويات المخزونات الدولية بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين. ويعتقد المنتجون ان "عوامل نفسية وسياسية" هي التي اثرت في اسعار النفط التي تخشى الدول المنتجة ان تنهار كما حدث عام 1998 "خصوصا مع تقارب مستويات المخزون السنة الجارية مع المستويات نفسها في الوقت نفسه من عام 1998". وعقد ريتشاردسون، الذي التقى ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز مساء امس، مؤتمراً صحافياً في وقت متأخر امس شرح فيه وجهة نظر بلاده من مستويات الانتاج والاسعار. وكانت السفارة الاميركية في الرياض ذكرت في بيان "ان ريتشارسون يبحث خلال جولته في وضع الاسواق الدولية للنفط وسيواصل الجهود الديبلوماسية التي تهدف الى زيادة المخزونات الدولية للحد من تقلبات الاسواق وتحسين الوضع". على الصعيد ذاته دعت المفوضة الاوروبية للطاقة لويولا دي بالاسيو الدول المنتجة للنفط الى توخي "الحذر الشديد" قبل اتخاذ قرار خفض الانتاج بسبب استمرار تقلب السوق النفطية. وأكدت على "ان المبادرة بخفض كبير للانتاج في ظرف يُعاد فيه تكوين المخزون سيزيد من اضطراب السوق وسيؤدي الى ارتفاع الاسعارالامر الذي سيضر بالمنتجين والمستهلكين على حد سواء".