سخرت صحيفة "يو اس توداي" في شكل غير مباشر من جهود الرئيس بيل كلينتون اليائسة في محاولته التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل مغادرته البيت الأبيض. ودللت على ذلك بفشله في إيجاد صيغة للتعايش بين هر العائلة "سوكس" وكلبها المدلل "بادي". ونقلت على لسان الناطق باسم البيت الأبيض قوله ان "الرئيس يسعى جاهداً الى مصالحة الكلب والهر، ولن يدخر جهداً في الأيام المتبقية من ولايته، لكنه لن يلجأ إلى مبعوث خاص وسيبقى الموضوع محصوراً بالعائلة". هذه السخرية في مكانها، فالرئيس كلينتون لم يتوصل على مدى ثماني سنوات إلى حل مقبول في شأن مشكلة السلام، ومني كل جهوده بالفشل، وكان آخرها فشله في توصل الطرفين إلى اتفاق على اقتراحاته التي سيحدد في ضوئها طبيعة البيان النهائي الذي سيعلنه قبل نهاية ولايته... فضلاً عن فشل كل جهوده في منع الكلب والهر من الاقتتال، وعجزه عن إيجاد صيغة مقبولة للتعايش بينهما بعد خروج العائلة من البيت الأبيض. لا شك أن مشكلة "سوكس" و"بادي" هي التي أوصلت كلينتون إلى هذا الفشل في إيجاد حل للتسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، لأنه يحاول أن يطبق الاقتراحات المطروحة أمامه بخصوص الكلب والهر على موضوع التسوية السلمية، معتقداً أن الخلاف التقليدي بين الكلاب والقطط يصلح مدخلاً لتسوية المشكلة الأزلية بين العرب وإسرائيل، ومن يقرأ اقتراحات التسوية بين الكلب والهر سيجد أن ثمة تشابهاً كبيراً بينها وبين اقتراحات الرئيس كلينتون التي عرضها في كامب ديفيد الثانية، وعلى الرئيس عرفات في واشنطن. ففي قضية "سوكس" و"بادي" يتداول الرئيس وعائلته حلولاً من نوع نقل الكلب إلى منزل العائلة في نيويورك وإبقاء الهر مع هيلاري في البيت الجديد في واشنطن، أو السماح له بأن يعيش في الدور العلوي من منزل العائلة في نيويورك، وللكلب بأن يعيش في الطابق السفلي مع ترك موضوع السيادة على الدورين لطرف ثالث هو كلينتون نفسه، أو إقامة منزل للكلب في الحديقة وترك "سوكس" يعيش داخل المنزل، مع إيجاد ممرات آمنة للقط إذا أراد أن يتنزه في الخارج. كأنك تقرأ أفكار كلينتون عن التوطين والسيادة على الحرم وعن المستوطنات والممرات الآمنة، وعلى رغم ذلك لم تنجح هذه الاقتراحات حتى في تسوية مشكلة الحيوانات.