يتجه اسكندر السويح لاعب الصفاقسيالتونسي ونجم تونس الساحر الى احراز لقب جديد في مسيرته الكروية، هو لاعب الفرص الضائعة وهدر الامكانات الفنية النادرة التي يتمتع بها، بعدما أحبط للمرة الثانية مفاوضات جدية للعب في نادي الأهلي السعودي. ويبدو ان السويح يريد إعادة سيناريو العام الماضي حيث تمتع بالاحتراف لمدة شهر كامل في نادي العين الاماراتي. ثم تقاعد وتوّج بعام أبيض. ومثّلت "ياسمين" الابنة الوحيدة للسويح والتي لم تتجاوز بعد ربيعها الثاني "الشماعة" التي علّق عليها هروبه من المغامرة الخليجية، ولكن بعض الألسن الخبيثة تهمس بان السويح لم يعد قادراً على مغادرة تونس لمدة طويلة نظراً لتوسع مشاريعه الاستثمارية، والأهم من ذلك ما صرّح به مدرب منتخب تونس السابق عبدالمجيد الشتالي الذي دعا السويح للوعي إلى أهمية الزمن وحذره من التمادي في إضاعة الوقت والفرص. وجاءت تفاعلات احتراف السويح وسط إشادة تونسية بتطور كرة القدم السعودية حيث صرح طارق ذياب لاعب القرن في تونس بان أبرز ما يميز الكرة السعودية جماهيريتها ووجود نقاش واسع حول مستقبلها وسط النخب الرياضية، ما يؤمن فرص نجاحها وتألقها. أما ساحر صفاقس حمادي العقربي فقد اعتبر ان الكرة السعودية تطورت في شكل مثير للاعجاب وان المملكة استفادت من خبرات مدربين محنكين على غرار سانتانا... ويتابع التونسيون بانتباه مسيرة هيثم المحمودي أحد ابنائهم الشبان في نادي الخليج السعودي، ولكن الظاهرة التي ميزت المحترفين التونسيين في نهاية العقد الأخير هي التحاق عدد من المتقدمين في السن نسبياً منهم بالاندية الخليجية، ما دفع بالبعض للحديث عن "عواجيز" بتناولون العشاء الأخير على ضفاف الخليج. فبعد التحاق لاعب الافريقي وابن النجم الساحلي رياض الجلاصي بنادي الشباب السعودي، وسامي الطرابلسي العمود الفقري لدفاع الصفاقس ومنتخب تونس بالريان القطري، وقّع لاعب مستقبل المرسي المحترف بالدوري الألماني المهدي بن سليمان عقداً للعب مع النصر السعودي وسط أحاديث متواترة عن انتقال اللاعب الاغلى في تاريخ كرة القدم التونسية زبيربية الى النادي ذاته اثر نهاية عقده مع فراريبورغ الألماني. وتعد هذه الموجة الأخيرة لاحتراف اللاعبين التوانسة. في الخليج هجرة للجيل الثالث في تاريخ كرة القدم التونسية الحديثة. ففي بداية الثمانينات احتضنت ملاعب المملكة ابطال الارجنتين الذين تألقوا في كأس العالم 1978 وأبرزهم طارق ذياب والعقربي. ونجيب غميض وتميم الحزامي وكمال الشبلي. ثم كان عقد التسعينات مع احتراف فوزي الرويسي ومراد العقبي وحاتم الميساوي، ثم دشّن لاعب الترجي العيادي الحمروني موجة الجيل الثالث والتي تتميز بمحدودية العقد زمنياً ومالياً اي ما يمثل نهاية اللاعب كروياً. ويعتقد التوانسة ان الفارق بين جيل طارق ذياب والعقربي في الخليج ودلال السويح وعطاء "العواجيز" يكمن في تألق كرة القدم التونسية في الثمانينات وانتكاستها في بداية القرن الجديد.