رفض لبنان الاخذ بالرواية التي ابلغتها الحكومة الاسرائىلية الى قيادة قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، ومفادها ان جنودها اطلقوا النار على الشاب هلال احمد الحاج اول من امس، ظناً منهم انه يحاول فتح البوابة ونزع الشريط الشائك للتسلل الى داخل اراضيها. وأكد الجانب اللبناني، بحسب معلومات "الحياة" لقيادة الطوارئ ان الرواية الاسرائىلية عارية من الصحة، وان التفاصيل التي سجلت عن مقتل الشاب، وهو اول لبناني يقتل في الجنوب منذ تحريره في ايار مايو الماضي، تثبت ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا عليه النار بينما كان واقفاً امام "بوابة فاطمة" ولا يحمل سلاحاً او آلة حادة لاستخدامها في نزع الشريط الشائك. وأصر الجانب اللبناني على تمسكه بتقديم شكوى الى الأممالمتحدة على خلفية استمرار الخروق الاسرائىلية، وآخرها مقتل الحاج الذي شيع امس في بلدته الوردانية اقليم الخروب. وكانت جثته نقلت صباحاً الى البلدة من مستشفى النبطية الحكومي، في موكب سيار شارك فيه عدد من النواب ورجال الدين وقيادات من حركة "أمل" و"حزب الله" وكشافة "الرسالة الاسلامية" التي كان ينتمي اليها المغدور والأحزاب والقوى الوطنية. وأشاد مسؤول اقليم جبل عامل في "أمل" النائب علي حسن خليل بقرار رئىس الجمهورية اميل لحود الايعاز الى وزارة الخارجية لتقديم شكوى الى الأمانة العامة للأمم المتحدة، استنكاراً ل"الاعتداء الاسرائىلي الخطير باطلاق النار على المواطن الحاج". واعتبر "ان قادة العدو الاسرائىلي ارادوا من تصعيد الاوضاع في الجنوب تحويل انظار الرأي العام الاسرائىلي الداخلي عما يحصل من ازمات داخلية وايجاد متنفس لهم في لبنان عبر القتل المتعمد للمواطنين الابرياء". وأكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق ان "لبنان ليس الساحة التي يحقق فيها رئىس وزراء العدو ايهود باراك اي مكتسبات سياسية او امنية". وقال خلال تقديمه العزاء الى ذوي الحاج "اذا كان يريد ان يعزز من فرصه الانتخابية على حساب امن المدنيين وعلى حساب سيادة لبنان فهو مخطئ". من جهة ثانية اخلى الجنود الاسرائيليون امس موقع العباد، وتراجعوا الى خلف الدشم والمتاريس، فيما واصلت الورش بناء برج ضخم الى جنوب الموقع يشرف على مساحات واسعة من الاراضي اللبنانية. وأفادت مصادر امنية ان القوات الاسرائيلية قصفت بمدافع الهاون من مرابضها في مزارع شبعا، منطقة بسطرة المحررة، ومشطت بالرشاشات الثقيلة منطقة مطل رمثا، جنوب كفرشوبا، والمرتفعات الشرقية للبلدة. وتفقدت دوريات تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان الخط الازرق وبوابة فاطمة. وتظاهرت أمس نحو 150 طالبة ايرانية، جميعهن محجبات، وتتفاوت أعمارهن بين 10 سنوات و18، على "بوابة فاطمة"، ورشقن بالحجارة الجانب الاسرائيلي، من دون أن يظهر اي جندي اسرائيلي خارج الموقع المقابل للبوابة. وهن وصلن في باصات لا ترفع اي علم أو راية وهتفن بالفارسية ضد اسرائيل، رافعات صوراً للامام الخميني ولمرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي. واوضحت احدى المسؤولات عنهن لوكالة "فرانس برس" انهن حضرن من ايران، في زيارة دينية لمقام السيدة زينب بالقرب من دمشق، وتقرر لاحقاً ان تشمل الجولة بوابة فاطمة ومعتقل الخيام.