كشفت صحيفة "هآرتس" امس ان رئيس الحكومة ايهود باراك ينوي الاعتذار للمواطنين العرب على قتل 13 منهم برصاص قوى الامن اثناء هبّة الجماهير العربية في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وجاء في الخبر ان زعماء حزب "العمل" اوضحوا لباراك ان اعتذاراً علنياً وواضحاً هو خطوة ضرورية في اطار مصالحة بينه وبين المواطنين العرب. كما يعتزم باراك تعيين وزير عربي في حكومته قبل موعد الانتخابات على ان يتعهد بأن تشمل حكومته المقبلة في حال فوزه في الانتخابات وزيراً عربياً. ويطرح اسم نائب وزير الخارجية نواف مصالحة لشغل هذا المنصب. لكن الاخير قال امس، في حديث الى "الحياة" انه يرفض ان يكون وزيراً في حكومة باراك اذا لم يبرم اتفاقاً سلمياً مع الفلسطينيين. واضاف ان تعييناً كهذا لن يحلّ المشاكل الكثيرة التي يواجهها المواطنون العرب كما انه لن يحلّ القضية الفلسطينية "ولذلك فالاقتراح مجرد ضحك على اللحى، خصوصاً انه يأتي قبل شهر من الانتخابات". مذكّراً بأن باراك رفض تعيين وزير عربي في الحكومة التي شكّلها في تموز يوليو الماضي على رغم مطالبة عدد من قادة المواطنين العرب بذلك. صد باراك الى ذلك كشف اهالي الشهداء ال13 انهم رفضوا طلب باراك زيارتهم اثناء عيد الفطر وانهم ابلغوه بأنه شخصية غير مرغوب بها لمسؤوليته كرئيس للحكومة ووزير للامن، آنذاك، عن مقتل ابنائهم. وقال والد الشهيد اسيل عاصلة انه سيرفض طلب كل شخصية رسمية لزيارة عائلات الشهداء بمن فيهم رؤساء اليسار الصهيوني الحمائمي الذين يتحملون هم ايضاً مسؤولية المذابح التي ارتكبت وتُرتكب ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وكانت امهات الشهداء اصدرن بياناً استنكرن فيه "قيام نفر من المواطنين العرب باستقبال المسؤولين عن الجريمة واقامة الولائم لهم. وفعلوا ذلك امام اعيننا، نحن أمهات الشهداء وعيوننا ما زالت تدمع وجروحنا ما زالت تنزف". ويعترف الطاقم الانتخابي الخاص بالوسط العربي الذي شكله باراك برئاسة الوزيرين متان فلنائي ويوسي بيلين بالصعوبات في اقناع المواطنين العرب التصويت لباراك، وقال سكرتير حزب "العمل" الوزير رعنان كوهين انه من شأن الصوت العربي حسم النتيجة مما يستوجب بذل جهود خاصة ودعم الوسط العربي بالاموال في محاولة اخيرة لاسترضائه. وصد كتساف من جهة ثانية رفض رئيس بلدية الطيبة في المثلث الجنوبي عصام مصاروة استقبال رئيس الدولة موشيه كتساف الذي طلب تقديم التهاني بعيد الفطر كما فعل في ثلاث بلدات عربية مجاورة. وقال مصاروة ل"الحياة" انه وادارة مجلسه قررا، تمشياً مع قرارات لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب عدم استقبال وفود رسمية او حكومية في هذه الظروف "ونحن ما زلنا في فترة حداد على شهدائنا ال13 ونتضامن مع العائلات الثكلى". ولم يرق قرار مصاروة لرئيس الدولة الذي هاجم رئيس البلدة العربية واصفاً اياه بشخصية ضعيفة لا تمثل اهالي بلدته. ورأى كتساف انه لا يمكن لاحداث اسبوعين ان تكون سبباً في هدم العلاقات الوطيدة التي بُنيت بين المواطنين العرب واليهود خلال 52 عاماً. ودافع رئيس بلدة الطيرة خليل قاسم عن قرار استقباله كتساف على رغم قرار لجنة المتابعة مدعياً ان "كتساف ليس رجلاً سياسياً انما يمثل مواطني الدولة كافة". يذكر ان قاسم كان استقبل، خلال شهر رمضان رئيس الحكومة باراك الى مأدبة افطار، وهو استقبال اثار سخط مواطني بلدته والمواطنين العرب عموماً. ورغم قرار المقاطعة استقبل رئيس بلدية الكعبية في شمال اسرائيل امس رئيس الكنيست ابراهام بورغ، الذي جاء هو الآخر لتقديم المعايدة. واحتجّ عدد من المستقبلين امام بورغ، على تجاهل الحكومة للمواطنين العرب وان بورغ وأترابه لا يفطنون للمواطنين العرب الا في موسم الانتخابات. يذكر ان الغالبية العظمى من المواطنين العرب تجنبوا خلال عيدي الفطر والميلاد المظاهر الاحتفالية واكتفوا بالشعائر الدينية.