أحاط غموض بمصير الرئيس الصربي السابق ايفان ستامبوليتش 64 عاماً الذي يعتبر عراب الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش كونه ساعد الأخير في البروز على المسرح السياسي وارتقاء سلم السلطة. وبعد مضي اكثر من اسبوعين على خطف ستامبوليتش من دون اي معلومات عنه وصمت الحكومة في شأنه، حامت الشكوك حول تورط ميلوشيفيتش في الحادث. وأفاد شهود ان اشخاصاً كانوا يستقلون سيارة بيضاء اللون، ارغموا الرئيس السابق على مرافقتهم ظهر يوم 25 آب اغسطس الماضي، فيما كان يمارس رياضة الجري التي اعتاد عليها قرب مطعم "غولف" في ضاحية بلغراد الجديدة. وعلى رغم ابلاغ شرطة بلغراد بالحادث يوم وقوعه، الا ان اي بيان لم يصدر عن السلطات في هذا الشأن. واقتصر الرد الحكومي على جواب لنائب رئيس الحكومة القيادي في الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش نيكولا شائينوفيتش عن سؤال في مؤتمر صحافي، بأن قضية ستامبوليتش "لا تختلف عن الحوادث التي ارتكبتها جهات معادية ضمن مخططاتها للاخلال بالأمن في يوغوسلافيا"، مشيراً الى ان التحقيق "يأخذ مجراه في ملاحقة الجناة وإعادة ستامبوليتش سالماً الى أهله". واعتبرت صحيفة "داناس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس، جواب شائينوفيتش بأنه "تهرب غير مقنع من مسؤولية النظام عن الحادث، الذي جاء ضمن سلسلة من عمليات الاغتيال والخطف التي استهدفت سياسيين وأشخاصاً بارزين، والتي وجهت اصابع الاتهام، في شأنها الى اجهزة حكومية". وأفاد المحامي نيكولا بارافوفيتش الذي يتولى متابعة القضية، انه لم يتمكن من الحصول على ما يلقي الضوء على مصير ستامبوليتش، متهماً "وزارة الداخلية الصربية والاجهزة الحكومية الاخرى بالمماطلة في الاجابة عن الاستفسارات". وحمّلت زوجة المخطوف كترينة ستامبوليتش النظام مسؤولية الحادث، وذكرت للصحافيين انها فشلت في اقناع مسؤولين سابقين وحاليين بمساعدتها، وان رئيس جمهورية مقدونيا السابق كيرو غليغوروف تدخل لدى ميلوشيفيتش شخصياً "ولكنه لم يلق تجاوباً". ويذكر ان ستامبوليتش كان نظراً الى اعتداله، على علاقة وثيقة بزعماء يوغوسلافيا السابقة، وبينهم الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش الذي زاره في ساراييفو عام 1995 بعد ابرام اتفاق دايتون ووقف الحرب "معرباً عن استنكاره لتدخل نظام ميلوشيفيتش في شؤون جمهورية البوسنة الهرسك". ورأى مراقبون ان "الخطأ" الذي ارتكبه ستامبوليتش كان اعلان تأييده للمعارضة الصربية في الانتخابات اليوغوسلافية التي ستجري في 24 الشهر الجاري، كما كان اصدر كتاباً حمّل فيه ميلوشيفيتش مسؤولية الازمات التي شهدتها منطقة يوغوسلافيا السابقة خلال السنوات العشر الأخيرة. ويوصف ستامبوليتش بأنه عراب ميلوشيفيتش منذ ان تعارفا عندما كانا طالبين في كلية الحقوق في جامعة بلغراد. واختار ستامبوليتش ميلوشيفيتش نائباً له في مناصبه الحزبية والحكومية، وبينها رئاسة "رابطة شيوعيي صربيا" التي تسلم الأخير رئاستها عام 1988 عندما اختير الأول رئيساً لجمهورية صربيا. واستغل ميلوشيفيتش الفرصة لازاحة ستامبوليتش والانفراد بالسلطة، عندما اعلن الأخير عن خطة "تضمن السلام في كوسوفو ضمن صربيا ويوغوسلافيا من خلال الاعتراف بحق الألبان كقومية رئيسية في الاقليم". وعارض ميلوشيفيتش ذلك بشدة ودعا "رابطة شيوعيي صربيا" التي كان يرأسها الى التصدي للخطة.