ردّ وزير الإعلام السوري عدنان عمران والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على نداء مجلس المطارنة الموارنة المطالب بإعادة انتشار الجيش السوري تمهيداً لانسحابه، بطريقة غير مباشرة، أمس، في غداء أقامه نصرالله والوحدة الإعلامية المركزية للحزب تكريماً للصحافة اللبنانية لمشاركتها في تغطية انتصار المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي في جنوبلبنان. وإذ حضر عمران الاحتفال، ونظيره اللبناني أنور الخليل ونقيب المحررين ملحم كرم وأعضاء نقابة الصحافة شارك وفد صحافي سوري وممثلو الصحافة العربية والأجنبية ورؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة في لبنان، إضافة الى عدد من نواب الحزب وقادته، تحدث مستشهداً بقول الرئيس السوري بشار الأسد إن العلاقة اللبنانية - السورية "نموذج للعلاقة بين بلدين عربيين". وقال إن "سورية لم تنظر الى لبنان يوماً إلا كوطن واحد، وقد دفعت ثمن هذه النظرة غالياً". وأضاف: "لم تختلف سورية مع هذه الفئة أو تلك في لبنان إلا عندما تبنت تلك الفئة منطق إلغاء الآخر بل وإبادته، وجاء دخول القوات السورية لبنان تلبية لاستغاثة ونداء ولشعور الشقيق بمسؤوليته حيال الشقيق، واستمرت في وقوفها على مسافة واحدة من الجميع تدعو الى نبذ الفئوية والطائفية والانتصار للوطن والمواطنية". وتابع: "لا أعتقد أن في لبنان من يستطيع أن يتجاهل نعمة النور الذي يغمره اليوم بعد سنين طويلة من الظلمة والظلام، ونعمة الأمن والسلام في المساكن والمدارس والمصانع بعد الحرائق والقنابل والدمار، وقيام الدولة بما تنشره من أمن وأمان وعناية ورعاية بعد حال الرعب والخوف والفوضى، ونعمة العودة الى الساحة العربية والدولية بما عرف به لبنان من شخصية حضارية متميزة بعدما استباحت إسرائيل هذه الديار ونشرت القتل والدمار من جنوبه إلى شماله". وأكد "أن كل هذا التحول تم بفضل المخلصين من أبناء لبنان والمؤمنين به واحداً وبفضل المقاومة الوطنية الباسلة المؤمنة بتحريره وبفضل الموقف التاريخي الذي اتخذه القائد الرئيس حافظ الأسد بوقف الاقتتال وسفك الدماء والمنطق الفئوي والطائفي مهما كلف ذلك من تضحيات". وأكد أن "سورية لم تر في كل ذلك فضلاً أو منّة". واعتبر "أن النصر الذي تحقق بتحرير الجنوب يمكن أن يتعرض لتهديد كبير، وإسرائيل التي هزمت بالأمس لا بد من أن تعيد محاولاتها مستغلة أي حالات ضعف وفرقة في بنية الوطن". وتابع: "لكننا متفائلون ومؤمنون بأن لبنان وضع تركة الماضي خلفه وانطلق في طريق السلام الوطني وإحلال الوطنية على الفئوية بقيادته الوطنية الحكيمة". واعتبر نصرالله، في كلمته، أن اللبنانيين "ما زالوا في حاجة الى سورية لمواجهة مشكلاتنا الداخلية، لأنها الضمان الأمني في لبنان إذ لا يوجد حتى الآن ضمان آخر، فالجيش مؤسسة وطنية لكنها في حاجة الى وقت أطول لتتحصن فيها الوطنية، حتى لا يبقى داخلها ضباط مسلمون وضباط مسيحيون وتركيبات وحسابات ومصالح". ودعا الى "التفتيش عن مشكلتنا الحقيقية". وأكد "أننا لا نقبل المنطق الذي يقول بحروب الآخرين على أرضنا". وسأل: "ألم نكن نتقاتل؟ عندما يتقاتل اللبنانيون يعني ذلك اننا خلال 25 عاماً كنا كلبنانيين بأجمعنا عملاء، مسلمين ومسيحيين، أي لا وجود لوطني لبناني حر، ويعني ذلك أننا كنا أدوات وجنوداً لقوى خارجية تتقاتل على أرضنا. من يصدق هذا الكلام؟ هذا من الشعارات العامة، ولكن إذا وضعناه أمام الحقيقة لا صحة له، هذه طريقة لبنانية في توصيف الأمور أن لا مشكلة عندنا". وأكد أن "المشكلة هي عندنا نحن فلماذا نتغاضى عنها ونهرب من الاعتراف بها"؟ ورأى "أن ما حصل في لبنان كان حروب اللبنانيين والطوائف والزعامات والقوى، واستقوى بعضنا على بعضنا الآخر بالشقيق والصديق وحتى بالعدو. ونحن، اللبنانيين جميعاً، فتحنا الباب لتكون هناك حروب لها عناوين إقليمية وغير إقليمية". وأكد على مشكلة الطائفية في لبنان، مشيراً الى توزيع الرئاسات وتركيبة المجلس النيابي والحكومة والوظائف، مذكراً "بمخاوف المسيحيين ولغة الغبن لدى المسلمين، فما علاقة السوري وغيره هنا؟" ودعا الى حوار بين اللبنانيين في المشكلة الداخلية، معتبراً أن "الأمر لا يحل بتبادل نداءات وبيانات وخطب نارية...". وأضاف "حين أطالب بإلغاء الطائفية السياسية يقف فريق آخر ليقول لي أنت تشطبني... فليجلس اللبنانيون ويدرسوا الحل او يقولوا ان هذا مرض لا حل له ونريد ان نتعايش معه بأقل الخسائر الممكنة... والا فان ذلك هرب من المشكلة، ولو لم توجد مشكلة طائفية في لبنان وقتال لما جاء السوري ودخلت قواته". واعتبر ان "ليس تهويلاً اذا قيل انه اذا خرج السوري من البلد، في ظل هذا الخطاب الطائفي أين يصبح البلد؟ ومن يهرب من هذه الحقيقة يكابر عليها، لأن البلد لم يتحصن بعد. اين يصبح لبنان اذا خرج الجيش السوري منه؟". ورأى "ان هناك فرصة حوار ما دام الضمان الأمني السوري موجوداً". وشدد نصرالله على انه لن يعلّق على التصريحات الاسرائيلية عن امكان قيام "حزب الله" بأعمال عسكرية في اسرائيل. وقال "انها تحضير للرأي العام ولتحميل لبنان مسؤولية مسبقة اذا قامت أي مجموعة فلسطينية من "حماس" و"الجهاد الاسلامي" بأي عملية داخل فلسطين، وهذا خطير جداً...".