صدر العدد العشرون من مجلة "ألف" السنوية التي تصدر باللغتين العربية والانكليزية عن الجامعة الأميركية في القاهرة. وخصص هذا العدد لدراسات حول نصوص أدبية لمبدعين من العالم العربي يكتبون بالانكليزية والألمانية والفرنسية والهولندية والعبرية، وتحديداً الأدباء الذين نشأوا في ظل الثقافة العربية وتعلموا لغات أجنبية في المدارس أو عند هجرتهم إلى الخارج. وتخصيص هذا العدد من "ألف" لدراسة هذه الظاهرة الإبداعية يتجاوز ما سبق تقديمه في بعض الدوريات من ملفات تنحصر حول عمل إبداعي بعينه أو حتى كاتب معين. وتشير افتتاحية العدد إلى أن هناك مئات من الأدباء من العالم العربي يبدعون بلغات أجنبية لأسباب عدة، فمع أن حجم هذا الإبداع محدود بالنسبة إلى ما يكتب بالعربية من إبداع، فهو مهم لأنه يشكل ظاهرة أدبية تتجاوز إبداع أفراد قلائل، ما يمكن اعتباره استثناء لقاعدة الكتابة الأدبية باللغة الأم. وتضيف أن هذا الإبداع الثري ذا الهوية المزدوجة يخاطب العالم مباشرة بما في ذلك المستعمر سابقاً أو حالياً من دون الحاجة إلى وساطة الترجمة والمترجمين. ففي عالم يتباهى بالعالمية والعولمة لا يقتصر دور هذا الأدب على تشكيل رافد من التيارات الثقافية السائدة، لكن دوره الأهم يكمن في مواجهة مراكز الهيمنة الثقافية بخطابها المونولوغي الذي يفتقر إلى مبدأ الحوارية واحترام الآخر، على رغم كل ادعاءاتها. ولحظت الافتتاحية أن هؤلاء الكتاب والكاتبات لا يكتبون فحسب، وإنما في معظم الأحوال، يكتبون تحدياً ورداً على التشويه والجرح الكولونيالي، مشيراً إلى ما تثيره هذه الكتابة بلغة الآخر من قضايا مثل الازدواجية الابداعية والهوية الثقافية والأسلوبية المركبة، كما تثير قضايا السياق، بما في ذلك الاستعمار القديم والجديد، السياسة الأدبية والثقافية، الهيمنة اللغوية واعتراف المؤسسة، الشتات والهجرة. ومن المساهمين في القسم العربي من العدد إدوار الخراط في مقالة تحت عنوان "مصريون قلباً فرانكوفونيون قالباً: شهادة شخصية"، وبشير السباعي الذي كتب تحت عنوان "جورج حنين نموذجاً لسيريالي مصري"، وعبدالوهاب المؤدب "اللغة المزدوجة بين الممحو والمسطور: ابن عربي ودانتي" وترجمت فريال غزول المقال الأخير إلى اللغة العربية. واحتوى القسم الانكليزي من العدد على دراسة عنوانها "اللغات الأجنبية والترجمة في الحقل الأدبي المصري" لريشار جاكمون، ودراسة لمحمود اللوزي عنوانها "الهوية والجغرافية في مسرحية كريم الراوي أرض الميعاد"