دعا حزب اسلامي مغربي جميع الهيئات والمنظمات المغربية الى الاحتجاج لوقف زيارة يقوم بها وفد من رجال الاعمال الاسرائيليين الى المغرب منذ 17 الشهر الجاري والعمل على الغاء برنامج زيارته المقرر لعدد من المناطق المغربية. ودان عبدالإله بنيكران العضو القيادي في حزب العدالة والتنمية الاسلامي بشدة زيارة رجال الاعمال الاسرائيليين الى المغرب، وقال ل"الحياة" امس "سنقاوم بشدة اي محاولات اسرائيلية للتطبيع الشعبي". ويزور وفد يضم 24 من رجال الاعمال الاسرائيليين المغرب للمشاركة في مؤتمر الزراعة الاول من نوعه الذي ينظم في المنطقة برعاية معهد التصدير الاسرائيلي والغرفة التجارية المغربية - الاسرائيلية ومقرهما في اسرائيل. ويبحث المؤتمر الذي يشارك فيه رجال اعمال مغاربة في تجارب الزراعة الاسرائيلية وسبل التعاون في هذا الشان مع المزارعين المغاربة. وينظم المؤتمر في مدن اغادير والدار البيضاء ومراكش. وجدد بنكيران مطالبته حكومة عبدالرحمن اليوسفي بإغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط، مشيرا الى ان توصيات لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس واضحة وتدعو الى وقف عمله، لكنه اضاف ان وجود المكتب الاسرائيلي "لا يعني اننا نتساهل مع التطبيع الشعبي". واعتبر بيان صادر عن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه الدكتور عبدالكريم الخطيب ان زيارة الوفد الاسرائيلي تأتي في وقت "يستمر فيه الكيان الصهيوني في احكام اغتصابه لارض فلسطين وتهويد القدس الشريف ومصادرة الاراضي الفلسطينية وتوسيع المستعمرات ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين وابسط الحقوق الفلسطينية"، معتبرا ان الزيارة "اهانة للشعب المغربي المسلم وتحديا سافرا لمشاعر المسلمين وفي مقدمهم الشعب الفلسطيني". وزاد البيان الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه ان زيارة الوفد الاسرائيلي "مخالفة لقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب ومؤتمر القمة الاسلامي وتوصيات لجنة القدس وتهديد للامن الغذائي والزراعي"، متهما اسرائيل بالسعي وراء "تدمير البنى الزراعية والاقتصادية للدول العربية والاسلامية". ودانت الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني بدورها زيارة الوفد الاسرائيلي، معتبرة انها "طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني"، وطالبت "بتوخي الحيطة والحذر ازاء اي مسعى من جانب اسرائيل للوصول الى اي شكل من اشكال التطبيع". وعبر مصدر ديبلوماسي اسرائيلي ل"الحياة" عن انزعاج مكتب الاتصال الاسرائيلي من "التهديدات" الصادرة عن الحزب الاسلامي. بيد انه اشار الى ان المكتب الاسرائيلي في الرباط "اعتد على ردود فعل مماثلة". واوضح المصدر ان اسرائيل تسعى الى تعزيز التعاون مع المغرب عبر سبل شتى "ونرغب في نقل معارفنا وتقنياتنا لمساعدة المغرب". واوضح المصدر ان مكتب الاتصال الاسرائيلي في الرباط لم يرغب في الاعلان عن زيارة مماثلة يقوم بها وفد مغربي يضم 25 من رؤساء التعاونيات الى اسرائيل لاجراء تدريب، لعدم الخوض في ردود فعل من هذا القبيل. واضاف ان اسرائيل تحملت الاعباء المالية ومصاريف تنقل المغاربة وتدريبهم، مشدداً على "اننا لا نريد مساومة ولكن نسعى فقط الى التعاون".