عاش نادي الاتفاق لكرة القدم حال غليان في الاسبوع الماضي بدأت بهروب أو اعتذار مدرب الفريق البرازيلي هوليفيرا عن عدم الاستمرار، مروراً بانتقادات واسعة النطاق لمجلس الادارة نظراً لتجاهله توجيه الدعوة للمدرب السعودي القدير خليل الزياني للاشراف على الفريق، وعدم الكشف عن الأسباب التي دعت مواطنه فيصل البدين الى عدم قبول المهمة. "الحياة" واجهت الزياني واستفسرت من رئيس الاتفاق خالد الدوسري، وعرّجت على منسق المجلس الشرفي يوسف السيد، للتعرف عن قرب على الاحداث الاتفاقية الأخيرة، التي شهدت تراشقاً اعلامياً عبر الصحف بين اطراف عدة. الزياني يوضح كشف عميد المدربين السعوديين خليل الزياني عن تلقيه عرضاً من الاتفاق عقب رحيل هوليفيرا، لكنه "لم يأت مباشرة من قبل الادارة، إنما جاء من طريق اداري الفريق زكي الصالح، وعدنان المعيبد عضو لجنة الاحتراف في النادي ولكنني رفضت العرض لأنني أعرف أن هناك بعض الأهواء والآراء المختلفة داخل مجلس الادارة، فلو وفق الوسيطان المذكوران فإنهما سيواجهان طريقاً متعرجة مع أعضاء المجلس". وأضاف الزياني انه لم يعلن موافقته من عدمها، وانه أبلغهما نقل تحياته الى الادارة وان العرض جاء متأخراً حيث ان الوقت المناسب كان مع بداية الموسم أو قبل ثلاث سنوات من أجل بناء القاعدة آنذاك. واعترف الزياني بالموافقة على العمل كمدرب للاتفاق لو كان العرض قدم له منذ بداية الموسم الحالي أو بعد ا نتهاء الموسم الفائت، مشيراً الى ان بامكانه خلق توليفة جيدة من العناصر الموجودة حالياً في صفوف الفريق. ونفى الزياني أن يكون ارتباطه مع احدى الفضائيات لمهمة التحليل الفني عائقاً للاشراف على تدريب الاتفاق، وقال "لو عرض علي تدريب الاتفاق منذ بداية الموسم لقبلت المهمة ولن يكون هناك تعارض مع ارتباطي مع الشبكة الفضائية". وتمنى الزياني أن تكون المفاوضات في المستقبل من قبل ادارة الاتفاق مباشرة أو من طريق رئيس النادي، كما فعلت ادارة الاتفاق برئاسة عبدالعزيز الدوسري عام 1986، عندما قامت بزيارته في منزله وعرضت عليه تدريب الاتفاق براتب مقداره 15 ألف ريال فقط، علماً بأنه كان يتقاضى مع المنتخب السعودي الأول 35 ألف ريال، لكنه لم يساوم لأن الاتفاق ناديه وبيته على حد قوله. ... والرئيس يوضح أما رئيس الاتفاق المهندس خالد بن علي الدوسري فقال: "كيف نتفاوض مع خليل الزياني والجميع يعرف أن هناك عقداً بينه وبين احدى الفضائيات العربية للقيام بمهمة التحليل على مباريات مسابقة أبطال الأندية الأوروبية". وأضاف "ان القضية ليست قضية الزياني أو الجهاز الفني للفريق الأول، وانما القضية أكبر من ذلك، فالاتفاق صاحب البطولات والانجازات في حاجة ماسة لالتفاف رجال الأعمال في المنطقة الشرقية حوله، ودعمه مادياً ومعنوياً من أجل عودته الى المنافسة كما كان من قبل". وطالب الدوسري الشخصيات الاتفاقية الكبيرة منتقدي النادي بتقديم حلول ورصد المعاناة من أجل العمل على النهوض بالنادي من جديد، منتقداً في الوقت عينه التصريحات العلنية في الصحف، مشيراً الى أنها لا تخدم المصلحة العامة. وتابع رئيس الاتفاق حديثه ل"الحياة": "اذا كانوا يبحثون عن كرسي الرئاسة فأنا أول من يبارك لهم، ولكن هل من المعقول أن أترك منصب الرئاسة من دون وجود بديل ليعشعش الفراغ الإداري داخل أروقة النادي". واعترف ان اعتذار البرازيلي هوليفيرا عن عدم مواصلة مهمته مع الفريق، أربكهم كثيراً لا سيما أن ذلك جاء في وقت حرج للغاية. كما أكد ان الفريق استعدّ هذا الموسم للمسابقات المحلية بصورة أفضل من الموسم الفائت ولكن "رحيل" هوليفيرا أسهم في خلط الأوراق. وشدد الدوسري في ختام تصريحه أن المال يعتبر في الوقت الراهن عصب الأندية ومن دون المال لا يمكن تنفيذ الخطط والبرامج والتي من أهمها استقدام لاعبين أجانب مميزين. من جهته، برأ يوسف السيد منسق المجلس الشرفي في النادي، ساحة الادارة من الأوضاع الحالية التي يمر بها الفريق، وقال: "الاتفاقيون جميعهم مقصرون، فلماذا يكون اللوم على الأدارة فقط؟". وشدد السيد على أن اعادة انجازات الاتفاق في الوقت الراهن صعب للغاية لاختلاف الظروف والعوامل، وأيضاً لانعدام مقاييس المقارنة. وأضاف ان الاتفاق ينقصه الكثير في الوقت الراهن وأهم تلك النواقص ابتعاد محبيه من رجال أعمال ونجوم وجماهير عنه، وكشف ان مجلس الادارة الحالي غير متمسك بالمناصب، وانه فتح المجال أمام أبناء الاتفاق جميعهم في الترشح لمنصب الرئاسة أو عضوية المجلس، ولكن لم يتقدم أحد لمدة تزيد على الشهرين. اللغز المحير وأمام زحمة هذه الأسئلة لا يزال الاتفاقيون جماهيرياً يتساءلون لماذا اعتذر المدرب السعودي فيصل البدين عن عدم قيادة الفريق بعد رحيل هوليفيرا؟ المدرب حتى الآن ملتزم الصمت، والبيان الاتفاقي الرسمي يؤكد ان البدين وافق في البداية وتردد في النهاية وأغلق هاتفه النقال في ما بعد، أما الأسباب فقد بحثت عنها "الحياة" من مصادر مطلعة داخل النادي، وكانت الخلاصة في أن البدين طالب بمستحقاته التي لم يتسلمها في الموسم الفائت، إبان اشرافه على الفريق في مسابقة كأس ولي العهد والتي تأهل فيها الاتفاق الى الدور نصف النهائي، وكذلك توقيع عقد تدريبي بين الطرفين لموسم كامل، إلا أن الشرطين قوبلا بالرفض من قبل ادارة الاتفاق. عودة لويس وانتهى الفصل الأخير لمسلسل هروب هوليفيرا بعودة مواطنه لويس ألبرتو والذي سبق أن أشرف على تدريب الفريق في الموسم قبل الماضي، وحقق معه نتائج ايجابية، ويعتبر معظم الاتفاقيين أن قرار عودة لويس كان في محله لأنه غادر الاتفاق اثر اختياره مدرباً للمنتخب السعودي الأولمبي من دون أي خلافات مع ادارة الاتفاق، لذا اعتبرت العودة في محلها في الوقت الراهن.