تبدأ في القاهرة اليوم اعمال الدورة الثالثة لمؤتمر وزراء التجارة الافارقة وتستمر خمسة ايام. وينظم الحدث جهاز التمثيل التجاري التابع لوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية المصرية بالتعاون مع منظمة الوحدة الافريقية التي تضم في عضويتها 52 دولة. ووجهت الدعوات الى عدد من المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة الدولية ومؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية الاونكتاد لحضور المؤتمر كمراقبين. يشار الى أن الدورة الاولى عقدت في زيمبابوي في الثامن من نيسان ابريل عام 1998، والثانية في الجزائر في 23 ايلول سبتمبر الماضي. وستبدأ الاجتماعات على مستوى الخبراء ويليها الاجتماع الوزاري. ويأتي انعقاد المؤتمر في مرحلة مهمة من مراحل العمل الاقتصادي الافريقي المشترك ويطرح قضايا تعبر عن تعاظم الاهتمام العالمي بدول القارة والاتجاه نحو مد جسور التعاون المشترك معها. وسيبحث المؤتمر في نتائج الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة الدولية في سياتل العام الماضي وسياسات وبرامج تحرير التجارة البينية الافريقية واتفاق المشاركة الجديد بين مجموعة دول افريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادي وبين الاتحاد الأوروبي، ونتائج الدورة العاشرة للاونكتاد في بانكوك والقانون الاميركي للتجارة والتنمية في افريقيا وآثاره على العلاقات الاقتصادية الافريقية - الاميركية. وتأتي أهمية اجتماعات وزراء التجارة الافارقة في انها تنظم في إطار عام يشمل التكتلات الاقليمية الاقتصادية المختلفة كافة الكوميسا والسادك والايكواس وغيرها تأكيداً على التعاون المشترك بينها. وتشير الاحصاءات الى أن معدلات النمو الاقتصادي في الدول الافريقية بلغت عام 1999 ما يقرب من 3،2 في المئة وبلغت نسبة خدمة الدين الخارجي الى الصادرات 5،22 في المئة عام 1998 .وبلغ إجمالي صادرات القارة عام 1998 نحو 113 بليون دولار والواردات 132 بليوناً. وبلغ اجمالي الدين الخارجي عام 1998 نحو 320 بليون دولار مقابل 7،314 بليون دولار عام 1997، وهو يمثل نحو 60 في المئة من اجمالي الناتج المحلي لقارة افريقيا. وأهم الصادرات الافريقية الى دول العالم البترول الخام ومنتجاته، الكاكاو، الاخشاب، القطن الخام، المطاط، الاناناس، الموز، زيت النخيل، البن والشاي. أما أهم الواردات الافريقية فهي الاجهزة والآلات الميكانيكية والسيارات بأنواعها والأدوية والمعدات الكهربائية واجهزة الكومبيوتر والطائرات واجهزة الاتصالات والقمح والسكر. وتواجه الدول الافريقية بعض الصعوبات في السوق العالمية نظراً لصعوبة تسويق السلع التي يمكن تبادلها وعدم توافر المعلومات التجارية الكافية عن حاجات الاسواق العالمية، فضلاً عن عدم وجود وسائل وخطوط النقل المناسبة التي يمكن لها المساهمة في تنمية التبادل التجاري. تعد مصر من الدول الافريقية التي حققت نمواً كبيراً في صادراتها الى العالم عامي 1997 و1998، ما أسفر عن زيادة نسبتها 21 في المئة عام 1998 مقارنة بالعام السابق، أي بنسبة تفوق بكثير معدل نمو صادرات القارة خلال الفترة نفسها والذي بلغ 3،1 في المئة تقريباً. وزادت قيمة الصادرات المصرية الى الدول الافريقية غير العربية بنسبة 41 في المئة العام الماضي مقارنة بعام 1994، في حين زادت قيمة الواردات المصرية من الدول الافريقية بنسبة 50 في المئة خلال الفترة قيد المقارنة. ويرجع ذلك الى تزايد الواردات المصرية من الشاي والبن والاخشاب والجلود الخام والتبغ والكاكاو والسمسم. ويتوقع أن تزداد الصادرات المصرية الى الدول الافريقية خصوصاً في ضوء انضمام مصر لتجمع الكوميسا، الذي سيعلن عن اتمام إنشاء منطقة تجارة حرة في تشرين الاول اكتوبر المقبل ومن ثم ازالة القيود الجمركية وغير الجمركية التي تعوق التبادل التجاري بين الدول الاعضاء، علاوة على تنظيم رحلات جوية منتظمة الى العديد من دول الكوميسا وتشجيع القطاع الخاص للعمل في مجال النقل البحري في القارة. ومن المقرر ايضاً تكثيف الزيارات والبعثات الترويجية للدول الافريقية والاستفادة من مكاتب التمثيل التجاري في بعض الدول الاعضاء في منظمة الكوميسا، واعداد اتفاقات شراكة بين مصر والتجمعات الافريقية المهمة.