نعت السعودية أمس أحد أشهر علمائها ورموزها الاجتماعية الشيخ حمد الجاسر 90 عاماً. وأعلنت "وكالة الأنباء السعودية" ان الجاسر "انتقل الى رحمة الله تعالى في وقت مبكر من صباح امس في احد المستشفيات الاميركية". راجع ص 16 والراحل مؤرخ وعالم سعودي ولد العام 1910 في قرية "البرود"، جنوب منطقة القصيم. وتلقى تعليمه في السعودية ومصر، لكنه قطع دراسته الجامعية في كلية الآداب في القاهرة وعاد إلى بلاده. وهو أصدر أول صحيفة في الرياض العام 1952 واطلق عليها اسم "اليمامة". ويعود له الفضل في تأسيس أول مطبعة في الرياض العام 1955 وسماها ب"مطابع الرياض"، كما أنشأ "دار اليمامة" للبحث والترجمة والنشر العام 1966 ومجلة "العرب"، وهي تُعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري. وعرفاناً بأعماله وإسهامه في إحياء تراث الجزيرة العربية، انشأت الحكومة السعودية داراً سمتها "دار اليمامة" وتضم السكن العائلي للأديب الراحل ومكتبه، وهي الدار التي اصبحت في ما بعد ملتقى الادباء والمفكرين والكتّاب، ومقراً للأمسية التي كان يقيمها الجاسر أسبوعياً ويلتقي فيها ادباء ومفكرون وسياسيون من السعودية والوطن العربي. وكانت داره تعج بطلبة العلم والباحثين الذين يتوافدون اليه من كل بقاع الارض طلباً لرأيه في هذا المخطوط او ذلك الكتاب. كما اطلقت الحكومة السعودية اسمه على الشارع الذي تقع فيه دارته. وحصل الأديب الراحل العام 1984 على جائزة الدولة التقديرية للأدب وكرّمه قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال انعقاد القمة الخليجية العاشرة في عُمان العام 1990. وهو عضو عامل في مجامع اللغة العربية في القاهرة وسورية والأردن. ومن أهم أعمال الجاسر المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية وصدر منه: شمال المملكة ثلاثة أجزاء والمعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية ثلاثة أجزاء والمنطقة الشرقية والبحرين قديماً وحديثاً جزءان، إضافة إلى اصداره نحو 20 كتاباً تنوعت بين التاريخ والأدب والفكر والجغرافيا والتراث، ومنها: بلاد العرب كتاب محقق ورحلات للبحث عن التراث والايناس في علم الانساب الصادرين العام 1980، إضافة الى انجازه العام 1966 كتاباً بعنوان "مدينة الرياض عبر اطوار التاريخ". وشارك في عدد من المؤتمرات والندوات الثقافية وعين أستاذاً لبعض الوقت في جامعة الملك سعود، واشتهر بتحقيقاته التاريخية واللغوية والجغرافية وبحوثه الاجتماعية. وكان يوقع بعض كتاباته تحت أسماء مستعارة منها: الأصمعي، وبدوي نجد الجاسر، إضافة الى بعض المقالات بالأحرف الأولى ح. ج، لكنه عرف ب"علاَّمة الجزيرة"، وهو اللقب الذي اشتهر به على المستويين الشعبي والرسمي وكذلك المستوى العربي.