} شهدت أسعار النفط الخام تقلبات حادة في الأسواق الدولية أمس مع تفاقم أزمة نقص البنزين والمشتقات في انحاء مختلفة من العالم خصوصاً في أوروبا التي شهدت في الايام الماضية موجة اضرابات احتجاجاً على ارتفاع اسعار الوقود. فيينا، لندن - "الحياة"، رويترز - ارتفع خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول أكتوبر في بورصة النفط الدولية في لندن عند افتتاح السوق الى 34.37 دولار للبرميل، بزيادة 75 سنتاً على سعر الاقفال أول من أمس، لكنه تراجع في الساعات التالية من التعامل الى 33.45 دولار للبرميل، بخسارة 17 سنتاً عن سعر الاقفال أول من أمس، ليعود ويرتفع في الساعات التالية من التعامل الى 33.82 دولار للبرميل ويهبط من جديد. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن امانة منظمة "أوبك" ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس ليصل الى 32.45 دولار للبرميل مقابل 32.37 دولار يوم الجمعة. وقال متعاملون ان النفط ارتفع نتيجة تهافت قوي على الشراء لتغطية المراكز المكشوفة تحسباً لنقص الامدادات. وفيما بدأت الوفود المشاركة في اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك مغادرة فيينا، بعد أن اتخذت قراراً يوم الاحد الماضي بزيادة انتاج المنظمة بمقدار 800 الف برميل الى 26.2 مليون برميل يومياً، تلاشى سريعاً تأثير الزيادة على الاسعار وتلاشت معه التوقعات بأن الاسعار ستنخفض الى النطاق الذي حددته "أوبك" ويراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وواصل سائقو شاحنات محتجين على ارتفاع اسعار الوقود تعطيل السير على الطرق السريعة في اوروبا الغربية أمس في حين تبحث بريطانيا في استخدام سلطات استثنائية للحيلولة دون تحول الذعر في محطات الوقود الى ازمة قومية. ولا تزال اسعار النفط قرب اعلى مستوياتها في عشرة اعوام بعد أن سجلت في نيويورك الليلة قبل الماضية سعراً قياسياً جديداً نتيجة المخاوف من نقص الامدادات في موسم الذروة في الشتاء. وقفز سعر خام القياس الاميركي "غرب تكساس" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول في بورصة "نايمكس" في نيويورك أول من أمس أكثر من دولارين الى 35.85 دولار، وهو اعلى مستوى منذ غزو العراقالكويت في عام1990، قبل ان يتراجع في الساعات التالية من التعامل بعدما أوضحت السعودية ان الزيادة في الانتاج ستكون زيادة حقيقية فوق التجاوزات الاخيرة في الانتاج. وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي ان الزيادة التي قررتها "أوبك" ابتداء من الاول من الشهر المقبل ستكون نفطاً جديداً وان "أوبك" تعتزم خفض متوسط سعر سلة نفوط "أوبك" الى 25 دولاراً للبرميل. وحسم النعيمي بذلك ما كان يتردد في السوق من تساؤلات عما اذا كان قرار "أوبك" يضفي شرعية على "التسريبات" التي يقال إنها كانت تراوح بين 065 و750 ألف برميل يومياً فوق سقف الانتاج المحدد في حزيران يونيو الماضي. وقال النعيمي، قبل ان يغادر فيينا أمس عائداً الى الرياض تعقيباً على ارتفاع اسعار النفط يوم الاثنين: "هذا يؤكد ان زيادة الانتاج 800 ألف برميل يومياً ضرورية للغاية. وستصل الى هناك". وأضاف النعيمي: "انني بأمانة اعتقد بأن لحظة زيادة الانتاج 800 ألف برميل يومياً ووصولها الى السوق وشعور التجار والمضاربين بثقة بوصولها فان السعر سيهبط الى النطاق الذي جعلناه لسلة اوبك". وأكد النعيمي أمس ان السعودية لن تفكر في خفض الصيغ السعرية للنفط السعودي كوسيلة لمحاولة خفض اسعار النفط في العقود الآجلة. وأضاف للصحافيين في بهو الفندق الذي ينزل به في فيينا: "هذا ما يفعله من يحاول اغراق السوق. ونحن لا نحاول اغراق السوق وانما نسعى لتلبية الطلب". وقال وزير النفط الفنزويلي ورئيس "أوبك" علي رودريغيز إن "أوبك ستمد السوق بمزيد من النفط اذا تطلب الأمر ذلك، وهي لديها الطاقة والآلية اللازمة لعمل ذلك". واضاف: "ليست هناك حاجة الان لزيادة اخرى لأن علينا الانتظار لكي تصل الكميات الاضافية للسوق". وقال إنه مستقبلاً اذا لم يتم الحفاظ على الاستثمارات في قطاع النفط فقد يحدث نقص في الطاقة الانتاجية. واوضح ان اجتماع قمة زعماء دول "أوبك" الذي يعقد في 26 من هذا الشهر في كاراكاس لن يبحث في سياسة الانتاج. ويعقد وزراء "أوبك" اجتماعاً استثنائياً في 12 تشرين الثاني نوفمبر المقبل.