يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس مطلع الاسبوع المقبل زيارة لاسبانيا، هي الأولى منذ اعتلائه عرش بلاده صيف العام الماضي. ورجحت مصادر ديبلوماسية ان تعرض المحادثات التي يجريها مع العاهل الاسباني خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه ماريا أزنار القضايا الاقليمية، وفي مقدمها ملف الصحراء الغربية والعلاقة بين المغرب والجزائر ومستقبل الاتحاد المغاربي، اضافة الى العلاقة ضمن المنظومة الأورو - متوسطية. وتتناول المحادثات المحاور الثنائية التي ستشمل ملف الصيد البحري، والامكانات المتاحة أمام بدء حوار حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ومجالات التعاون الثنائي وتفعيل معاهدة الصداقة وحسن الجوار المبرمة بين البلدين. واستعدت الرباطومدريد للزيارة التي كانت سبقتها محادثات ثنائية عدة لتذليل العقبات امام معاودة المفاوضات بين المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي في شأن الصيد البحري. وفسرت أوساط ديبلوماسية إبعاد الوزير السابق للصيد البحري السيد التهامي الخياري الى وزارة الصحة في تعديل الاسبوع الماضي اشارة من الرباط الى إبداء نوع من المرونة، في حين صدرت عن المراجع الاسبانية تصريحات تفيد امكان بدء جولة جديدة من المفاوضات بعد نهاية الشهر الجاري، غير أن الرباط لا زالت تنظر بارتياب الى الاجراءات التي تنفذها سلطات مدريد لفرض الأمر الواقع في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، أقلها تشديد الرقابة على المعابر المؤدية اليهما وبناء جدار جديد من الأسلاك الشائكة واجهزة الرقابة والانذار المبكر. ولا يبدو أن السلطات المغربية مقتنعة بمبررات محاربة الهجرة غير المشروعة التي تقول انها وراء تلك الاجراءات، في حين لاحظت أوساط ترقب علاقات البلدين ان ملف الهجرة غير المشروعة ازداد حدة في الفترة الأخيرة وانضم اليه ملف آخر يتعلق بوضع مزيد من العراقيل أمام عبور المنتجات الزراعية المغربية الى الأراضي الاسبانية في اتجاه أوروبا، لكن ذلك اعتبر ضغوطاً لحض المغرب على معاودة النظر في قرار رفض تجديد اتفاق الصيد البحري مع بلدان الاتحاد الأوروبي، لأن أسطول الصيد الاسباني يعتبر المستفيد الأول من الاتفاق. الى ذلك رجحت المصادر ذاتها ان يحظى نزاع الصحراء الغربية بجانب مهم من المحادثات في ضوء الإعداد للجولة المقبلة من المفاوضات، خصوصاً أن الوسيط الدولي في النزاع جيمس بيكر زار مدريد في ختام جولة استكشافية في المنطقة قبل أشهر. وتسربت معلومات وقتذاك تشير الى ان موقف حكومة مدريد يختلف عن الموقفين الأميركي والفرنسي. وزادت شكاوى المغرب من أن ملف الصيد الساحلي يستغل من جهات عدة لاستعداء الشارع الاسباني ضد المغرب في قضية الصحراء في ضوء تزايد اعداد التقنيات غير الحكومية التي تدعم جبهة بوليساريو. إلا أن حكومة مدريد تؤكد انها تلتزم دعم خطة التسوية السلمية للنزاع التي ترعاها الأممالمتحدة وانها تدعم جهود الأمين العام للمنظمة الدولية لاجراء استفتاء على تقرير المصير. وقالت مصادر رسمية في الرباط ل"الحياة" ان الزيارة التي سيقوم بها الملك محمد السادس الى مدريد تندرج في سياق جولات مبرمجة لتحقيق مزيد من الانفتاح على بلدان الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وان من المقرر ان يزور بريطانيا قبل نهاية العام الجاري للبحث في تفعيل علاقات بلاده مع بلدان الاتحاد الأوروبي.