سامي الحفناوي ملحن ذاع صيته في السنوات العشر الاخيرة، حتى اصبحت ألحانه شبه ضرورة في معظم الالبومات الغنائية الباحثة عن النجاح. وقد اطل إطلالة مميزة من خلال البوم غنائي للمطربة الكبيرة "نجاة" وصفه بأنه نقلة نوعية في حياته الفنية في ظل الفقر والشح اللذين تعانيهما الساحة الغنائية. التقت "الحياة" الملحن سامي الخفناوي وكان الحوار الآتي: ما ينابيعك اللحنية؟ - حبي للفن نشأ معي منذ طفولتي، وكانت تجذبني الموسيقى بقوة حتى انني كنت اشعر بالخوف او الطمأنينة او الفرح بمجرد سماعي للموسيقى. وفي المرحلة الابتدائية اتقنت العزف على البيانو، وفي سن الخامسة عشر تعلمت العزف على العود، وبدأ التلحين يراودني. واعطاني اخي "محمد" كلمات اغنية "تراعيني قيراط اراعيك قيراطين" للموسيقار محمد عبدالوهاب من دون ان اعلم انها اغنية مشهورة لألحنها. وبالفعل لحنتها، لكنه بمجرد ان استمع اليها مني نظر الي بسخرية وبدأ يدندن اللحن الاصلي، فانبهرت به، والتحقت بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وبعد تخرجي عينت معيداً في المعهد لمدة خمس سنوات، ثم قدمت استقالتي لأتفرغ للتلحين، ولأن التدريس لم يكن من هواياتي. وما اول لحن لك بعد احترافك؟ - كنت طالباً في الفرقة الاولى في المعهد حين لحنت للمطرب محمد الحلو اغنية "ليلة شتا" كلمات الشاعر سيد شوقي في عام 1983، ثم بدأ المشوار. وفي هذه الفترة لحنت لعدد من المطربين مثل عماد عبدالحليم ومدحت صالح واحمد ابراهيم وغيرهم. ما مواصفات الصوت الذي تلحن له؟ - ان يكون صادقاً في غنائه. كان مدحت صالح صادقاً الى ابعد الحدود في اغنية "كوكب تاني" وكذلك المطربة لطيفة في اغنية "مابنساكش ابداً" والتي بكت اثناء غنائها غير مرة. من المحطات المهمة في حياتك الفنية لقاؤك والمطربة الكبيرة نجاة في ألبوم "إلا فراق الأحباب" فكيف تم اللقاء؟ - كنت يوماً مع الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد في منزله وهناك وجدت المطربة نجاة وقلت لها "انا زعلان منك جداً". واضفت: كيف تملكين صوتاً جميلاً كهذا وتحرمين جمهورك العريض منه؟ قررت انها لم ولن تعتزل الغناء لكنها في انتظار عمل جميل يحمسها على الغناء مرة اخرى، وبعد مدة من هذا اللقاء كان التعاون من خلال ألبوم "إلا فراق الأحباب". هل عانيت من "وسوسة" الفنانة نجاة؟ - الجميل ان الفنانة نجاة اكتشفت اثناء تعاوننا معاً انني اكثر منها وسوسة وانني اخاف جداً على اللحن، واغير فيه غير مرة حتى اصل الى ما أريد. تعاملت مع المطرب والملحن محرم فؤاد في اربعة الحان كيف كانت علاقتك بالملحن محرم فؤاد؟ - الفنان محرم فؤاد من المطربين الذين احبهم وقد استغرقت وقتاً طويلاً لأجد له شكلاً جديداً. حتى انه قال لي "لقد صنعت لي اسلوباً جديداً في الغناء"، وافادني جداً كملحن لانه كان يشعر بالجملة، ولا يستغرق وقتاً لفهمها. اما بالنسبة لتدخله في الالحان، فهذا يحقق لي سعادة، لان المناقشة الفنية تخلق جواً غنائياً صحيحاً. تعاونت مع المطربة لطيفة في ألبومين، هما "علشان بحبك" و"الدنيا بتضحك ليا" نجح الاول، ولم يصادف الثاني النجاح المتوقع فلماذا؟ - هذا يعود الى ظروف لطيفة الشخصية التي منعتها من الاشتراك في اي حفلات في القاهرة في هذا الوقت. إضافة الى عدم توفير الدعاية المناسبة لهذا الألبوم، وعدم تصوير اغانيه فيديو كليب. متى تلجأ الى توزيع ألحانك؟ - في بداية عملي بالتلحين، كنت اوزع كل ألحاني، لانني كنت أبحث عن احاسيس معينة في ألحاني لن يستطيع موزع آخر فهمها. وكنت مؤهلاً لتوزيع اللحن على اوركسترا كاملة، بحكم دراستي. ولكني بعد فترة اكتشفت ان التوزيع امر صعب، فلجأت الى عدد من الموزعين الذين اثق بهم وبموهبتهم. انتشرت ظاهرة التوزيع الغربي في الاغاني المصرية، فما رأيك؟ - هذا التوزيع يطمس هويتنا، لأن الموزع الغربي يوزع كل الاغاني بالاسلوب نفسه. فتجد المطرب الشعبي مثل العاطفي، واحيانا تسمع لحناً وتجد نشازاً وعندما تبحث عن مصدر النشاز لا تجده. وهذا راجع الى عدم التجانس بين الآلات وصوت المطرب. وليس لهذا علاقة بالتوزيع، ولكن له علاقة بفهم التوزيع وخبرة الاحساس باللحن. فالآلات المستخدمة مثلاً مع "ام كلثوم" تختلف عن المستخدمة مع عبدالحليم. ولكن عدداً من الموزعين لا يدركون هذا. بعد النجاح الكبير الذي حققه لحن اغنية "ناسي" لراغب علامة، لماذا لم تتعاون معه مرة اخرى؟ - راغب علامة غنى هذا اللحن مضطراً لانه كان يرفض ان يغني باللهجة المصرية، وحدثت مشكلة بينه وبين منتج الألبوم لهذا السبب، وبمجرد طرح الألبوم في الاسواق نجحت الاغنية ورددها الجميع. حتى ان الشركة المنتجة غيرت اسمه من "ما يجوز" الى "ناسي". وفي هذا الوقت كان علامة غير معروف في القاهرة وغير معتمد في الاذاعة والتلفزيون. وكثيراً ما طلبت منه المجيء الى القاهرة للغناء. ولكن كانت لديه اهتمامات اخرى، وهذا ما اغضبني منه. وفي احدى المرات طلبني من باريس وانا لا اكاد اسمع صوته من الصراخ والصوت العالي يشكرني لانه غنى لحن "ناسي" وطلب منه الجمهور اعادته غير مرة!. لحنت للمطربة ليلى غفران اربعة ألبومات غنائية هل هي الصوت المثالي بالنسبة لك؟ - ليلى غفران من اجمل بل من اصدق الاصوات الجادة ذات الشخصية المتميزة جداً، ويسعد اي ملحن التعاون معها!. احيانا تشعر بالتشابه في ألحانك كما في اغاني "كوكب تاني" و"حرام" و"أنا مش ندمانه" ما تعليقك؟ - هذا صحيح ويعود الى ان هذا اللون من الألحان جزء مني ومن شخصيتي وموهبتي، وكنت اتمنى ان يستمر ويزيد، واكتشفت انه لا ينجح الا مع الاصوات الصادقة. في فترة سابقة وبالتحديد بعد لحن "لولاكِ" لمع اسمك بقوة، وحملت ألبومات كل المطربين المصريين والعرب الحانك واخيراً تقلص انتاجك، هل اثر جيل الملحنين الشباب مثل عصام كاريكا ومحمد ضياء الدين وحسين محمود، على جيلك من الملحنين؟ - الجيل الجديد لم يؤثر علينا على الاطلاق. بل على العكس، فظهوره عضد من موقفنا. فمثلما ظهرنا نحن في وجود ملحنين كبار مثل الموجي وبليغ حمدي وكمال الطويل وغيرهم، كان اولئك الملحنون سعداء بألحاننا. في حديث للمطرب محمد ثروت لجريدة "الحياة" قال إن كلمات أو ألحان هذا العصر لا تصلح ان تكون تراثاً للاجيال المقبلة، فما تعليقك؟ - هذا ليس صحيحاً، وارفض ان يتحدث شخص واحد عن جيل بأكمله، ويحكم بفشل الآخرين. في حين توجد اغاني ناجحة جداً، وتعيش مثل اغاني هاني شاكر ومدحت صالح ومحمد الحلو وغيرهم!. ما اسرع ألحانك التي انجزتها في وقت قياسي؟ - "لولاكِ" و"كوكب تاني" و"علّي الضحكاية" و"شاور". وما مشاريعك الفنية المقبلة؟ - اجهز حالياً شريطاً للمطربة نجاة من كلمات عبدالرحمن الابنودي، اضافة الى الحان عدة لكل من محمد ثروت وليلى غفران وهاني شاكر.